رئيس التحرير
عصام كامل

لغز تحليل الأجسام المضادة

بدا أن الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس كورونا هو أهم عامل في مقاومته ، غير أن طرق الكشف عنه بطريقة الPcr مكلفة ومحدودة وتأخذ وقتا يكون المريض فيه قد تدهورت حالته..

 

ولا يمكن استخدام ذلك التحليل علي نطاق واسع خاصة مع ارتفاع أعداد المرضى أو المشتبه فيهم، وهناك تحليل آخر سريع للكشف عن الأجسام المضادة وهو متوفر ويعطي دلالات أولية تساعد في محاصرة هذا الوباء لأنه يكشف إذا كان الشخص معافى أو يحمل أجساما مضادة لفيروس كوفيد _19..

 

وهو اختبار بسيط في الدم لتحديد وجود أجسام مضادة ضد الكورونا ونوعه، هذا الاختبار سوف يفصل الناس التي أصيبت بالكورونا سابقا وأصبح عندها مناعة ضده، فهي لن تصاب ثانية ولن تنقل العدوى لإنسان آخر ، وهؤلاء يعودون لممارسة الحياة الطبيعية في العمل وفي زيارة أقاربهم وأحبائهم ، ونسبة هؤلاء غير معروفة ولكن من المؤكد ان هناك ملايين أصيبت بالكورونا ولم تعرف واعتبرتها نزلة برد أو أنفلونزا عادية ، ومن لا يوجد عنده أجسام مضادة يستمر في الاحتياط حتى ظهور التطعيم..

 

اقرأ أيضا: يا أيها الناس.. وليس المسلمين!

 

وهذا التحليل متوفر الآن في أمريكا ولكن لا بد من التأكد من دقته قبل استخدامه لأنه حاليا يباع عبر الإنترنت، وتنقسم تلك الأجساد المضادة إلى نوعين: نوع يظهر وقت غزو الفيروس أي يظهر في وقت العدوى الحديثة وذلك يعني أن الشخص في فترة حضانة الفيروس والتي تعتبر المرحلة الأكثر عدوى، وهنا تكمن الخطورة والتي تتمثل في أن شخصاً ما يمكنه أن يكون حامل للفيروس دون ظهور أعراض ويسير ويتعامل مع الناس وينشر الفيروس..

 

وبالتالي يمكننا التعرف من خلال اختبار الــ "أي جي أم" (الغلوبولين المناعي جي) أي (جي إم / أي جي جي) وهي الأجسام المضادة ضد فيروس كورونا، ويتم التشخيص حسب تفشي مراحل المرض للشخص والتي تحدد إذا كان المصاب في مرحلة الحضانة أو حالة العدوى أو حالة إذا كان بالفعل مريض ويشعر بالأعراض الكاملة لفيروس، ومن خلال التشخيص يتم اتخاذ القرار إذا كان المريض بإمكانه استكمال علاجه بالمنزل..

 

اقرأ اقرا: الخيار المصري المر

 

وحسب الاحصائيات فإن نسبة 85 % يتلقون العلاج في المنزل. أما الذين يذهبون إلى المستشفيات ولديهم اعراض خفيفة يجلسون في غرفة العزل وحالات أخرى يتم نقلها إلى غرفة الرعاية المركزة، أما النوع الثالث من الأشخاص الذين لديهم أجسام مضادة  (اي جي جي)  وهي تعني أن هذا الشخص اصيب وتعافى وأصبحت مناعته وجسده يفرز أجساما مضادة يمكننا استخدامها في شفاء مريض آخر.

 

وهو إجراء شبيه بسحب عينة بلازمة من بعض الناس الذين أصيبوا بأمراض وفيروسات وتعافوا منها فيتم حقن الشخص المريض بالعينة لكي يكتسبوا مناعة ضد المرض. ومن الفوائد التي ستعود عن تطبيق فحص اجسام الـ: أي جي جي المضادة: تخفيف أعباء الزحام عن الأطباء والمستشفيات وتخفيض التكلفة المادية التي تنفقها الدولة على تحليل فيروس كيوفيد-19 الــ (بي سي آر) على أن اختبار الأجسام المضادة لا يهدر تلك التكلفة..

اقرأ أيضا: الطائفيون

 

كما يمكن توفير مستشفى أقل في الإمكانيات يمكن فيها عزل الأشخاص الذين يمتلكون الأجسام المضادة، أو عزله بمنزله وكانت الصين قد استخدمت هذا التحليل السريع للكشف عن الأجسام المضادة وهو ماساعدها في محاصرته، وهكذا يمكننا إستخدام هذا النوع من التحليل في مصر وعلى أوسع نطاق لمحاصرة هذا الوباء وتقليل توابعه الي الحد الأدنى، وفي نفس الوقت يمكن إدارة عجلة الحياة والإنتاج لمن يثبت أن لديهم أجساما مضادة للفيروس، ومع هذا هناك تأخير في ذلك مما يشكل لغزًا حتى الآن.

 

والحال هكذا هناك سباق مع الزمن لاختراع أجهزة تكشف الفيروس بأقل تكلفة وأسرع وقت فقد أعلنت شركة أمريكية، أنها ابتكرت جهازا جديدا فى حجم الهاتف المحمول، لديه القدرة على تحديد إصابة الأشخاص فى وقت قليل يصل إلى 5 دقائق فقط، دون الحاجة إلى إجراء التحاليل الطبية.

 

اقرأ أيضا: مطلوب نوبل للصبر المصري !

 

كما تستخدم أجهزة الفحص بالأشعة لتصوير الرئتين والكشف عن البقع البيضاء التي تسببها الإصابة بفيروس كورونا، الذي يعتمد على هذه الأجهزة المرفقة ببرنامج معلوماتي صيني يعتمد على الذكاء الاصطناعي كي يتم كشف الإصابة بنسبة تأكيد 97 وأعلنت شركة التكنولوجيا والصناعات الهندسية الألمانية أنها تعمل على تطوير جهاز جديد يستطيع الكشف عن فيروس كورونا خلال أقل من ساعتين..

 

لأن العالم في سباق مع الزمن للكشف المبكر وتلك الخطوة الأولى الصحيحة في معركة كورونا، ولكننا كالعادة متأخرين فيها ولا يريد هذا التحليل إلا في وزارة الصحة وبما لا يزيد على مائة ألف فقط مما يشكل لغزًا حتى الآن.

الجريدة الرسمية