رئيس التحرير
عصام كامل

هل تنفجر الأوضاع في تونس بسبب الأوضاع في ليبيا؟!

لقاء مهم تجريه قناة "حنبعل" الفضائية مع وزير الدفاع التونسي عماد الحزقي لم يلق الاهتمام الإعلامي المستحق حيث يقول فيه: "الوضع في ليبيا متدهور ويبعث على الانشغال ويتميز بخرق متواصل لجانب طرفي النزاع الأساسيين للهدنة ووقف إطلاق النار ما يؤدي إلى تدفق المرتزقة في الجانبين وانتشار مكثف للأسلحة للعناصر الإرهابية"!

 

ويستمر في الحوار حتى يقول "نحن منتشرون عسكريا على الحدود ونوقف تسللات الأفراد والمهربين ونتابع يوميًا ما يحدث داخل العمق الليبي، وننسق مع الميليشيات المسيطرة على المعابر لعودة التوانسة العالقين"!!

 

وما أن انتهى الحوار الذي اعتبر فيه الحزقي قوات السراج بأنها ليست إلا ميليشيات ونسبت له عبارات أخري من وصفهم بقطاع الطرق إلا واصيبت الحكومة الموجودة بطرابلس وحركة النهضة بتونس بهيستريا غير مسبوقة.. السراج سارع بالاتصال بالرئيس التونسي قيس سعيد متسائلا عن تصريحات وزير الدفاع، فكان رد الرئيس التونسي تقليديا دبلوماسيا حيث قال إن "العلاقات بين الشعبين تاريخية وما يجري في ليبيا يؤثر في تونس" وأن "تونس تؤمن أن حل الأزمة ليبيا في الأساس"!

 

اقرأ أيضا: ماذا فعل حفتر وماذا فعلت روسيا؟!

 

وكالة الأنباء الليبية نقلت الخبر باعتبار أن الرئيس التونسي هو من إتصل بالسراج في حين تعالت الأصوات داخل النهضة لإقالة وزير الدفاع.. وهي الترتيبات التي يديرها الإخواني ماهر زيد والتي طالت الرئيس قيس سعيد نفسه، وبلغت حد التلويح بالعمل ضده حتى إقالته لاتهامه بدعم "حفتر"..

 

بينما وقفت أحزاب وقوى سياسية تونسية ونشطاء علي التواصل الاجتماعي إلى جانب وزير الدفاع محذرة من المساس من الرئيس سعيد ونشر بعضها صور الإرهابي احمد العبو مع ميليشيا مسلحة علي الحدود التونسية وتحديدا في "صبراتة " والعبو مطلوب القبض عليه دوليا وجاء النشر تأكيدا لكلام عماد الحزقي ودعما له!

 

تونس العربية تنتفض لإستعادة وجهها الحقيقي.. ولا أحد يعلم نهاية أزمة الحزقي - السراج.. فقد ينتهي الأمر علي حساب وزير الدفاع أو قد تتدخل قوى من تونس وأطراف من خارجها لاحتواء الموقف، وربما تطلب الأمر تصريح أخر لتلطيف الأجواء أو قد لا يتراجع وزير الدفاع ويتركه الرئيس سعيد للمناورة بموقفه.

اقرأ أيضا: قيس سعيد في خطر!

 

ولكن في كل الأحوال الثنائية الحاكمة في تونس (النهضة - قيس سعيد والحكومة التونسية) تتراجع نسب استمرارها يوما بعد آخر وقد تصل إلى الصدام الكبير الذي توقعناه سابقا، فقد دارت العجلة ولا عودة ولا إيقاف.. وبات علي الرئيس التونسي الاقتراب بنفسه من المواجهة ولا يتركها للطرف الأخر خصوصا بعد تمتعه بدعم شعبي هائل، خصوصا بعد أن كسب جولة تشكيل الحكومة الأخيرة وإدارته لأزمة كورونا، وأخيرا تصريحات وزير دفاعه.. وفي كل الأحوال لا نتمنى إلا السلامة لأهلنا في تونس العربية الحبيبة!

الجريدة الرسمية