رئيس التحرير
عصام كامل

عفوا أشرف زكي.. "الدراما" ليست من أجل مصر!

العنوان مع حفظ الألقاب للدكتور أشرف زكي نقيب الممثلين المحترم.. ونعتبره أفضل نقيب لنقابة مهنية في مصر حتى يسأل البعض: "من أين يأتي أشرف زكي بالوقت ليفعل كل ذلك"؟!، وكل ذلك هذه مقصود بها متابعة أحوال أعضاء نقابته من متوفين ومرضى وأطراف في أزمات ومشاكل وقضايا، فضلا عن إدارة مقر النقابة وما فيه من متابعات وتصاريح وموافقات وغيرها وغيرها..

 

وهو جهد كبير بلا شك مستقطع من أسرته وأعماله ودراساته.. لكن التلميذ النجيب للراحل الكبير سعد أردش يقدر على المعادلة لينجح بسهولة في أي معركة نقابية حتى لأنك تجده في طرقات الإذاعة المصرية ـ مثلا ـ يقدم عملا هنا أو يتابع عملا هناك.. لا لشيء غير حب العمل إلا حب زملائه من ممثلي الميكرفون!

اقرأ ايضا: عن استهداف أطباء مصر وممرضيها!

 

كل ما سبق نعلمه ونقدره.. ويعلمه ويقدره غيرنا.. ولكن عفوًا.. فالتصريحات الأخيرة أن استمرار الأعمال الدرامية من أجل إكمالها قبل رمضان هي من أجل الشعب المصري!! ومن أجل مصر!! وهي التصريحات التي كانت محل تحفظ الكثيرين.

 

إذ يمكننا أن نقبل أن يكون استكمال الدراما من أجل إنقاذ موسم فني مهم.. أو من أجل إنفاذ عقود بعشرات الملايين.. أو من أجل التواجد في السوق العربي في مواجهة منتجين لدول أخرى.. أو من أجل فتح بيوت العاملين بها.. وهم بالمئات أو حتى بالآلاف.. أو تقديم ما يخفف على المصريين أيام الحظر والقتال ضد مرض شرس..

 

وهي كلها أسباب حقيقية ومقنعة.. لكن المنطق يقول، ومعه الحقيقة، إن أغلبية المصريين غير راضين عن مستوى الدراما السنوات الاخيرة، وأن بعض التحسن طرأ عليها الفترة الاخيرة لأسباب مختلفة منها تأسيس الأعلى للإعلام ودوره إلى امتعاض مسئولين كبار جدا من بعض الأعمال إلى الحملات الشعبية الواعية ضد بعضها! ولا يمكن اعتبار أعمال تسيء للقيم المصرية أنها لخدمة مصر!

لا علاقة لنا بسلوكيات بعض ـ بعض ـ المنتمين للوسط الفني الشخصية.. وكثيرون من المنتمين إليه أيضًا يقدمون سلوكيات راقية ومحترمة وملتزمة جدًّا وطنيًّا وأخلاقيًّا.. لكن يعنينا ـ ونعتقد أنه يعني الدكتور أشرف أيضا، وهو الذي لا يتأخر ولا يتخلف عن أي مناسبة وطنية، هو ما يقدمه فنانو مصر لمصر ولشعبها..

 

اقرأ أيضا: الفنانون ونجوم الكرة والحكومة ولعبة التبرعات!

 

فبالمقارنة مع الستينيات المزدهرة فنيًّا، تميل الكفة تماما إليها.. فلا الأغاني الآن تحشد الناس خلف القيادة ولا الأعمال الدرامية.. كما لا نجد الفنانين ـ بحجم وجودهم ودورهم وتأثيرهم بل ودخولهم ـ في قوائم المتبرعين لمواجهة الأزمات الأخيرة.. خلاف فناني الستينيات أيضًا.. فلا أعمال مباشرة ولا أعمال جماعية ولا خانات مملوءة بأسمائهم في كشوف التبرعات!

نأمل أن نرى جزءًا من عوائد بيع وتداول وأجور أعمال رمضان تذهب إلى جزء من شعب مصر يعاني الآن.. أو على الأقل يذهب لجزء من أهل الفن يعانون، وتحديدًا الفنيون من عمال استديوهات ومصورين ومونتيريين وكل أطقم ما وراء الشاشة وكل من جلسوا في بيوتهم الفترة الماضية وهم بالفعل بالآلاف..

 

على مجتمع الفن أن يتكفل بنفسه وهذا عمل عظيم.. ومع كامل الاحترام والتقدير لمن قدموا بالفعل سرا وعلنا لوطنهم وشعبهم.. ولرسالة الفن نفسه.. إنما نتكلم عن سياق عام لا نرى منه ما نأمله.. ولا يرى شعبنا منه ما يأمله!

الجريدة الرسمية