رئيس التحرير
عصام كامل

حكم الشرع فى تقديم الإفطار على صلاة المغرب

حكم الشرع فى تقديم
حكم الشرع فى تقديم الإفطار على صلاة المغرب - صورة ارشيفية

هناك بعض الآراء التى تدعو إلى المبادرة بالإفطار عند غروب الشمس وآراء أخرى تدعو إلى المبادرة بصلاة المغرب، فكيف يمكن الجمع بين هذه الآراء وهل الأفضل الإفطار أولا أم صلاة المغرب ثم الإفطار؟ 

يجيب عن هذا السؤال فضيلة الشيخ عطية صقر الرئيس الأسبق للجنة الإفتاء بالأزهر الشريف فى الجزء الرابع من كتابه "أحسن الكلام فى الفتاوى والأحكام" فيقول فضيلته: 

روى البخارى ومسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم كان فى سفر مع أصحابه فى رمضان، فلما غابت الشمس طلب من بلال أن يعد لهم طعام الإفطار، فلما أعده شرب النبى صلى الله عليه وسلم ثم أشار بيده "إذا غابت الشمس من ها هنا وجاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم" أي حل له الفطر، فإذا غاب قرص الشمس حل الفطر حتى لو كان الشفق مضيئا. 

اقرأ ايضا: حكم الشرع فى الصيام بلا صلاة ؟

وروى أبو داود عن أنس رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلى المغرب، وفطره كان على رطبات، فإن لم يجد فتمرات، فإن لم يجد فعلى ماء، وهذا الإفطار الخفيف المحتوى على بعض السكريات له فوائده الطبية العظيمة. 

ويقول ابن القيم: وإنما خص النبى صلى الله عليه وسلم الفطر بما ذكر لأن إعطاء الطبيعة الشيء الحلو مع خلو المعدة أدعى إلى قبوله وانتفاع القوى به لاسيما قوة البصر، وأما الماء فإن الكبد يحصل لها بالصوم نوع يبس، فإن رطبت بالماء كمل انتفاعها بالغذاء بعده، ولهذا كان الأولى للظمآن الجائع أن يبدأ بشرب قليل من الماء ثم يأكل بعده. 

اقرأ أيضا: حكم الشرع فى الصيام مع نزول دم الحيض أثناء الحمل

وقد صح عن النبى صلى الله عليه وسلم فما رواه البخارى ومسلم أنه قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر" وفيما رواه أحمد والترمذى يقول الله عز وجل: "إن أحب عبادى إلى أعجلهم فطرا" فإذا تحقق الصائم غروب الشمس بادر بالإفطار الخفيف المحتوى على مادة سكرية، لأنه أرفق بالصائم وأقوى له على العبادة. 

ويؤخذ من هذا أن تقديم الفطر على صلاة المغرب هو هدى النبى صلى الله عليه وسلم لكن ليس معنى هذا أن يفطر الإنسان إفطارا كاملا ويستغرق فيه وقتا طويلا ثم يقوم لصلاة المغرب آخر وقتها، لأن الصلاة فى أول وقتها من أفضل الأعمال، وصلاة المغرب بالذات وقتها ضيق.

وقد قال النبى صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد وأبو داود: "لا تزال أمتى بخير -أو على الفطرة- ما لم يؤخروا المغرب حتى تشتبك النجوم"، فلأجل الحرص على الفضيلتين -وهما تعجيل الفطر وتعجيل صلاة المغرب- يكون الإفطار خفيفا جدًّا على شراب أو طعام حلو أو ماء، ثم نصلى صلاة المغرب، ثم يكمل الإفطار بعد ذلك في طمأنينة وراحة بال.  

الجريدة الرسمية