رئيس التحرير
عصام كامل

انفعال الرئيس وتفاهة "الجماعة"!

اقلب الصورة.. وشاهد مشهد انفعال الرئيس السيسي علي مسئول العمل بإحدى الشركات.. وتخيل أن الرئيس السيسي زار الموقع.. أو مر عليه.. ثم خاطب العمال وحياهم وطلب منهم مزيدا من الجهد وإن "كورونا" لن توقف العمل والإنتاح والتنمية في مصر..

 

ولم يعلق الرئيس علي حال العمال ولا علي إهمالهم لاحتياطات الفيروس التي تحدث عنها الرئيس سابقا، والتي لا تتوقف وسائل الإعلام عن ترديدها.. ماذا كان سيقول إعلام الشر؟! ما هي اللقطة التي سيتوقفون عندها؟! بالطبع اهتمام الرئيس بالإنتاج دون البشر وأنهم لا قيمة لهم وإن الرئيس لم يلتفت للإهمال الطبي الموجود، وأنه كان عليه أن يحاسب المسئول الموجود ويجعله "عبرة" حتى لا يتكرر ذلك في مكان آخر لكن ـ هكذا سيقولون ـ لا هم للسيسي إلا ااإنتهاء من الأعمال التي أمر بها حتى لو على حساب شعبه كله!! الخ الخ!!

 

اقرأ أيضا: علي مستوي الرئيس !

 

أما وإن فعل الرئيس ذلك بالفعل فانقلبت الآية.. وباتت اللقطة التي يحولونها إلى "لبانة" بين ألسنتهم اللعانة الملعونة أنه "كيف ينفعل على ضابط هكذا"؟! وأنه كان "الأفضل عدم إذاعة هذه اللقطة للحرج الذي وقع فيه المسئول"!

 

وبالطبع نستدعي علي الفور أحد مشاهير السينما المصرية وهو الدكتور شديد الله يرحمه خصوصا وهو يقول "وماله يا خويا.. ده أنت لقطة.. أنت تحفه"! فأولا الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو الرئيس الأعلى لكل أبناء الجيش العظيم.. ثانيا الرئيس في الوقت نفسه هو رئيس الجمهورية أي رأس السلطة التنفيذية ويرأس من يرأس كل هؤلاء..

 

اقرأ أيضا: قبل تخفيض سعر البنزين!

 

ثالثا الرئيس لم يخطئ بكلمة واحدة خارج السياق ولا بعيدا عن الموضوع.. رابعا لا أحد أصلا يعرف شخصية المسئول الذي يحدثه الرئيس.. والمقصود هنا أن عموم الناس وربما المقربين من المسئول المقصود لن يتعرفوا عليه بالقناع الطبي الذي كان يرتديه.. خامسا ليس في الأمر بعدا شخصيا بل القضية عامة والهدف مصلحة عامة..

 

سادسا في حالات التسيب وخصوصا وإننا نواجه وبائا خطيرا فالحزم مطلوب.. سابعا الإذاعة هدف بذاته إذ بها يتحقق الردع .. بصيغة "إضرب المربوط" وهو ما جري فعلا في أغلب الأماكن الشبيهة!

 

اقرأ أيضا: الحمد لله على هجوم "الجماعة"!

 

المثير أن أغلب هؤلاء ـ المتخلفين وطنيا وعقلياـ هم من يرددون فكرة الحسم مع المسئولين وأن "الطبطبة" هي السبب في التراخي الموجود في الجهاز الإداري للدولة! وفي أكبر حسم نشهده يقولون العكس!

الحمد لله.. الذي يجعل من غباء هؤلاء حالة مزمنة لا شفاء منها، بما يؤكد إنه لا مكان لهم في بناء مستقبل هذا البلد!

الجريدة الرسمية