رئيس التحرير
عصام كامل

تعظيم سلام.. لأطباء مصر

فى ساعات الخطر تتوارى المعارضة حتى يتم تجاوز المحنة التى نتعرض لها، لقد أثبت وباء الكورونا، حقائق كثيرة لابد أن ننتبه لها ونحاول التأكيد على إيجابياتها، ومعالجة أى سلبيات تكون قد ظهرت فى هذه الفترة الصعبة التى نمر بها..

لا أحد ينكر أن اهتمام الدولة فى مواجهة خطر كورونا كان على مستوى أشادت به منظمة الصحة العالمية، الشىء المدهش أن هناك أصواتا تنادى بتشدد الدولة أكثر مما يحدث، وهذا أمر غير منطقى لدى جميع المجتمعات، مصر لم تغلق المدارس إلا بعد إلحاح من المجتمع، لم تفرض حظر التجول مساء إلا بناء على إلحاح من أصوات كثيرة..

اقرأ ايضا: المواطن بين الكورونا.. والبرق والرعد!

وكاتب هذه السطور كان من الذين صرخوا من أجل إغلاق المدارس، وفرض الحظر، وأطالب اليوم فرض حظر كامل لمدة أسبوع على الأقل، من أجل عبور عنق الزجاج ونبدأ فى العودة إلى حياتنا الطبيعية..

ومن الحقائق التى ظهرت فى الأزمة هو أن الطب فى مصر وخاصة فى المستشفيات الحكومية أخذ التطعيم من تجربتى إنفلونزا الطيور وإنفلونزا الخنازير، فكانت تجربتين فى غاية الصعوبة، ومنها ارتفع مستوى الوعى ومستوى الأداء فى مواجهة الأزمات المشابهة، لهذا إننى أثق تماما فى هؤلاء الأبطال الذين يواجهون الخطر، وفى صراع شديد مع عدو لا يعلمون كل أسلحته..

الأبطال أصحاب الرداء الأبيض أطباء ومساعدون إلى أصغر عامل فى المستشفى، إلى عامل الأمن الذى يقف أربعة وعشرين ساعة للحماية، ومؤكد تبذل الوزيرة جهدا جيدا مع فريق العمل، وبعيدا عن المستشفى هناك دور لرجال الأمن فى طول مصر وعرضها رائع، ودور رجال القوات المسلحة الذين يلعبون دورا كعهدنا بهم دائما.

اقرأ ايضا: علاج التليفزيون بالروشتة التى سبق فشلها!

فمن مؤكد أن هناك أدوارا للشرطة والجيش لا يراها الجميع غير تأمين الشوارع، وضبط الحركة، وتعقيم المبانى والشوارع، وأيضا هناك دور فى حماية القرى التى يكتشف فيها مرضى، عمارات وبلوكات إسكان، وذلك حماية لأهلها وأيضا حماية للمجتمع من تسرب المرض إليه ويصبح خارج السيطرة.

هذا إلى الدور فى محاولة تصنيع واستيراد كافة احتياجات الرعاية الطبية للمرضى الحاليين، وتحسبا للمستقبل أيضا لا قدر الله وارتفعت الإصابات، وهنا أريد الإشارة إلى الأرقام التى تعلنها الحكومة، حتى كتابة هذا المقال لم تصل إلى رقم الألف، ولكن هل رقم الألف كارثة أو يعنى خروج الأمر من سيطرة الحكومة؟ 

رقم الألف ليس كارثة أو يعنى خروج الوباء عن السيطرة، وطالما الرقم يتزايد بشكل منطقى وإن الحالات التى تكتشف من المخالطين ليس هناك مشكلة، وربما يلاحظ إن الأرقام تراجعت ثم ارتفعت فى أربع أيام من الثلاثينات إلى الأربعينات والستينات ثم الثمانيات..

السبب الأساسى أمرين الأول العائدين من الخارج وهم الأصل فى الزيادة، الأمر الثانى التوسع فى تتبع الحالات للمخالطين، الإنزعاج لو قفزت الأرقام بالمئات ثم بالآلاف، مع ملاحظة مهمة طبيعى تتزايد الأرقام فى الأيام القادمة، لأن كل حالة يتم اكتشافها يأتى كل من اختلط بها وبالتالى طبيعى تترفع الحالات، وندعو الله ألا يخرج الوباء من السيطرة.

اقرأ ايضا: غزل المحلة من انفتاح "السادات" إلى خصخصة "مبارك"!

بالنسبة للطب وبالرغم من تحوله على أيدى أصحاب المستشفيات إلى استثمار فى أوجاع البشر، وسقطت الطب الاستثمارى فى هذه المحنة الحالية، فلم نسمع عن مستشفى أعلنت إنها خصصت جناحا لخدمة المرضى، أو حتى إنها ستدعم المستشفيات الحكومة بالأطباء أو أفراد التمريض فى حالة الإحتياج..

بعيدا عن هؤلاء التجار، أذكر قصة الدكتورة لميس جابر الكاتبة المتميزة، منذ سنوات قريبة حدث إنها أصيبت بوعكة صحية شديدة، نصحها البعض للسفر إلى لندن للعلاج، بعد عودتها اتصلت للاطمئنان عليها، وكانت المفاجأة إنها قالت إن أكبر درس من رحلة المرض هو إن الطب فى مصر بخير، وأضافت قائلا: والله والله الطب فى مصر أفضل مائة مرة منه فى بلاد الإنجليز.. لقد اكتشفت إن الطب هناك حالة لا إنسانية ولا يعرفون شيئا إسمه التشخيص.. عمار يامصر!   

 

هذه شهادة الدكتورة لميس جابر، التى ذكرتنى بشهادة أخرى للأستاذة فريدة الشوباشى التى كانت مع زوجها فى باريس فى الستينات، وحدث لها وعكة صحية، ونقلت للمستشفى وبعد أيام طلبت العودة إلى مصر للعلاج بالقصرالعينى، مشيدة بالطبيب المصرى بالرغم مما يواجهه من صعاب، وقلة إمكانيات وقوانين أحيانا تقف عائق فى أداء دوره الإنسانى، وللأسف أيضا مرتبات هؤلاء أقل كثيرا عما يستحقونه.. هذا كله لا علاقة له بالتجار سواء فى عيادتهم الخاصة أو مستشفيات أصحاب المليارات.

 

اقرأ ايضا: الأسرة المصرية.. والزواج «تيك أواي»!

 

أنهى كلامى بشهادة لاعبة كرة القدم المحترفة فى إنجلترا سارة عصام، والتى عادت مع مجموعة من العالقين، بأن الإستقبال منذ وصلنا المطار، من على سلم الطائرة الضباط الذين إستلموا جوازات السفر، وأنهوا كل شىء، وإن الذين أحدثوا مشاكل مجموعة معينة، مع العلم إننا وقعنا على إقرار بالموافقة على دفع 900 جنية عن كل ليلة فى الفندق، وفجأة أعلنوا رفضهم بعد الوصول، كما الفندق رائع ويقدم لنا الوجبات الثلاثة، والأطباء يكشفون مرتين يوميا، هذا لم أشاهده فى انجلترا.. وعظيمة يا مصر.

 

إنتهت شهادة ابنة مصر الصغيرة التى لم يتجاوز عمرها اربعة وعشرين عاما، التى سجلت شهادتها على اليوتيوب، هذه الشهادة وشهادات العالم تؤكد أن مصر فيها الخير وإنها محروسة من السماء .

 

تحيا مصر بنبل أطبائها الأبطال وجيشها الوطنى الجبار وشرطتها العين التى لاتنام .

تحيا مصر بعرق بسطاء الوطن الذين دائما هم وقود الحياة من اجل مصر .

تحيا مصر بعرق فلاحيها وصناعها الذين لا يملكون سوى ستر السماء ويعشقون تراب الوطن .

 

 

الجريدة الرسمية