رئيس التحرير
عصام كامل

أحلام كورونا !

نعم، أحلام كورونا.. لا تندهشوا من هذا العنوان!.. فهذا الكابوس الذى مازال فى ذروته عالميا أثار احلاما لدى البعض منا يأملون أن تتحقق بعد انتهاءه والخلاص منه..

 

مثل هزيمة الرأسمالية المتوحشة فى العالم، وصعود الإشتراكية مجددا، وإحتواء الصراعات المسلحة فى ارجاء العالم، وأن يسود السلام أرجاء الكرة الارضية، وأيضاً بزرع نظام دولى جديد أكثر إنسانية يقوم على تعاون أكبر بين الدول.

 

يا حبذا لو تمهلنا قليلا حتى لا نمضى فى أحلام يقظة تخاصم واقع حالى مختلف ومتناقض مع هذه الأحلام.. فهذا الواقع مازال رغم ظروف الازمة التى يعيشها العالم حاليا صحيا واقتصاديا، مازال بعيدا عن التعاون حتى فى هذين المجالين تحديدا..

 

اقرأ ايضا: كورونا والفقراء!

 

وسوف أكتفى بمثالين فقط يوضحان ذلك بجلاء.. الاول هو مجرد خبر عن نجاح امريكا فى شراء كمية كبيرة من الاقنعة من الصين بعد ان دفعت كما قالت الثمن مقدما.. إلى هنا ولا غبار على الأمر فى شىء.. لكن المفاجاة تكمن فى بقية الخبر.. فهذه الشحنة كانت مخصصة لفرنسا..

 

لكن أمريكا استأثرت بها بعد ان دفعت الثمن مقدما، وهو ما أثار ضيق فرنسا بالطبع وعبرت عنه فى إنتقاد لامريكا بأنها تعطل حصول غيرها على مستلزمات طبية ضرورية فى مواجهة فيروس كورونا اللعين.

 

أما المثال الثانى فهو يتمثل فى ذلك الخلاف الحالى بين روسيا والسعودية، أو ما بين مجموعة أوبيك ومجموعة منتجى النفط خارجها حول كميات الانتاج، وهو الخلاف الذى سببه تنافس حول حصة كل من روسيا والسعودية فى سوق النفط، وهذا التنافس حجب تعاونا كانت تحتاج إليه البلدان للسيطرة على الإنخفاض الحاد الذى أصاب سعر النفط العالمى.

 

اقرأ ايضا: أسئلة ما بعد كورونا! (5)

 

هذا هو الواقع الذى يعيشه الأن عالمنا، والذى مازال بعيدا عن التعاون بين بلدانه، بل ومازال حافلا بالصراعات المسلحة التى نراها، خاصة فى منطقتنا مستمرة رغم إجتياح فيروس كورونا عالمنا.. هذا هو واقعنا حاليا، والمستقبل دوما يولد من رحم الواقع.. فلا تسرفوا فى أحلام اليقظة.

  

الجريدة الرسمية