رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى صدوره.. حكاية "مرسوم الحمراء" الخاص بطرد المسلمين واليهود من أسبانيا

نص حكاية مرسوم الحمراء
نص حكاية مرسوم الحمراء

في مثل هذا اليوم 31 مارس من عام 1492م، أصدر الملك الأسباني فرناندو الثاني والملكة إيزابيلا الأولى، قرارا ينص على طرد كل من لا يعتنق المسيحية الكاثوليكية، من مسلمين ويهود من أسبانيا، وذلك عقب سقوط مملكة غرناطة، آخر ممالك المسلمين والعرب في الأندلس، والتي سقطت في يناير من عام 1492م.

 

وعلى الرغم من الوعود التي قطعها الملكين الإسبانيين، للأمير محمد الثاني عشر "أبو عبد الله الصغير"، أمير مملكة غرناطة، عند تسليمه لها، بعد حصار شديد، وقرابة 10 سنوات من غارات الإسبانيين عليها، بعدم المساس بأهلها وسكانها، وتأمينهم على ممتلكاتهم ومعتقداتهم، إلا أنهم نكثوا تلك العهود بعد دخولهم غرناطة مباشرة. 

 

وكانت غرناطة في ذلك الوقت تأوي مئات الآلاف من المسلمين، سواء من أهلها، أو الذين فروا من الممالك الإسلامية التي سقطت تباعا في حروب استمرت عقودا مع ممالك الشمال الإسبانية، كأشبيلية، وملقا، وقرطبة، وغيرها. 

 

 

قرار "مرسوم الحمراء"، والذي سمي بذلك نسبة إلى قصر الحمراء، القصر الملكي لغرناطة، والذي ينسب إلى بني الأحمر آخر من حكموا المدينة، استهدف كل المسلمين واليهود الذين عاشوا في الأندلس قرابة  8 قرون، مدة الحكم العربي الإسلامي للأندلس.

 

ولم تقتصر معاناة مرسوم الحمراء على المسلمين واليهود في الأندلس، بل شمل أيضا المسيحيين غير الكاثوليك، حيث خير الجميع بين اعتناق المسيحية وتحديدا الكاثوليكية، أو أن يرحلوا عن إسبانيا نهائيًا.

 

غير أن سواء من قرر الرحيل عن أسبانيا أو البقاء فيها ذاق العديد من ويلات التعذيب، وما أقيم بعد ذلك من "محاكم التفتيش"، والتي كانت تتعقب كل من كان على غير الكاثوليكية، حتى لو أعلن ظاهرا اعتناقه لها.

 

وبعد ذلك بدأ يظهر مصطلح "الموريسكيون"، أو "النصارى الجدد"، حيث أطلقه الإسبان والمؤرخين الأوروبيين على من تحول من اليهودية والإسلام إلى الكاثوليكية، في أعقاب مرسوم الحمراء. 

 

وظل يعمل بقرار "مرسوم الحمراء"، في أسبانيا حتى ألغي في 16 ديسمبر 1968، بعد اجتماع المجمع الفاتيكاني الثاني. 

 

 

صورة أرشيفية من تسليم الأمير أبو عبد الله الصغير مملكة غرناطة لفرناندو الثاني وإيزابيلا. 

الجريدة الرسمية