رئيس التحرير
عصام كامل

المفتي السابق يكشف عن آداب الدعاء 

المفتي السابق الدكتور
المفتي السابق الدكتور علي جمعة

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، إن الله  سبحانه وتعالى حثنا على اللجوء إليه ودعاءه في الشدة والرخاء، وأخبرنا بأنه سبحانه قريب مجيب، وطلب منا أن نكون مخلصين له في الدعاء وأن ندعوه خوفا وطمعا، وتضرعا وخفية، ودلنا على مفاتيح الدعاء وهي أسماءه الحسنى، كل ذلك ورد إلينا عبر نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة .

 

وأضاف: قال تعالى : ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِى وَلْيُؤْمِنُوا بِى لَعَلَّهُم يَرْشُدُونَ﴾ ، ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المُعْتَدِينَ﴾ ،﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ المُحْسِنِينَ﴾ ، ﴿وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا﴾ وأخبرنا النبي ﷺ في سنته بأن الله سبحانه يستحي أن يرد العبد خائبا بدعائه، وأن الدعاء من أكرم العبادات عليه سبحانه، وأنه تعالى يستجيب الدعاء، وأنه يحب أن يسأل، «إن الله حيي كريم، يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين» [أبو داود]. وقال ﷺ: « ليس شيء أكرم على الله عز وجل من الدعاء » [أحمد]، وقال ﷺ: « ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم » [الحاكم]، وقال ﷺ: « سلوا الله تعالى من فضله, فإنه تعالى يحب أن يسأل, وأفضل العبادة انتظار الفرج » [الترمذي].

وأشار إلى أن الخطابي قال : «معنى الدعاء استدعاءُ العبدِ ربَّه عزَّ وجلَّ العنايةَ، واستمدادُه منه المعونةَ. وحقيقته: إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرُّؤ من الحول والقوّة، وهو سمةُ العبودية، واستشعارُ الذلَّة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عزَّ وجلَّ، وإضافة الجود والكرم إليه» 

 

كيف كان النبي يؤدي عمله.. المفتي الأسبق يجيب وأكد أن للدعاء آداب ينبغي للمسلم أن يتحلى بها ويتحرى إصابتها ومنها : أن يكون مطعم المسلم ومسكنه وملبسه من حلال الرزق لا حرام فيه. ومن الآداب كذلك أن يتحرى المسلم الأزمان الفاضلة، والأماكن الفاضلة والأحوال الفاضلة في دعاءه فذلك أرجى للإجابة وأكثر بركة في الدعاء. ومن آداب الدعاء كذلك أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بالدعاء. ومن الآداب أيضا إخفات الصوت في الدعاء والاعتدال بين المخافتة والجهر. ومن الآداب أن لا يتكلف السجع، فلا يهتم بشكل الدعاء والموسيقى الصوتية فيه فهذا كل من الشكليات التي تذهب بحقيقة الدعاء. ومن الآداب كذلك أن يجزم المسلم في الدعاء ويوقن بالإجابة. ومن الآداب كذلك الإلحاح في الدعاء وتكراره ثلاثا. ومن الآداب كذلك أن لا يستبطئ الإجابة، يقول قد دعوت فلم يستجب لي. ومن الآداب أن يفتتح الدعاء بحمد الله والثناء عليه والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ﷺ. ومن الآداب كذلك جعل الثناء عليه سبحانه والصلاة عليه ﷺ في آخر الدعاء.

وأوضح أنه لا ينبغي للمسلم توهم التعارض بين نصوص الشرع الشريف، فالشرع جاء بحتمية الإيمان بالقدر، وجاء بالحث على الدعاء، وذلك لأن الدعاء عبادة لها أثرها العظيم، والقضاء أحد أركان الإيمان والنبي ﷺ لم يدع الدعاء قط، فكم رفعت محنة بالدعاء، وكم من مصيبة أو كارثة كشفها الله بالدعاء، ومن ترك الدعاء فقد سد على نفسه أبوابا كثيرة من الخير.  

الجريدة الرسمية