رئيس التحرير
عصام كامل

سر الحرب على وزيرة الصحة

جمهرة من الكتائب الإلكترونية تطلق قذائفها على السوشيال ميديا ضد مصر بشكل مخيف، تشاركها جمهرة من الغافلين عن الأهداف الأساسية التى يروج لها أعداء هذا البلد. أقول وبمناسبة كورونا وهسس هذا الفيروس العجيب الذي يتشابه إلى حد كبير مع جنون وهسس إنفلونزا الطيور، وما حدث لبلادنا أيامها من خراب ودمار طال القطاع الأهم من المستثمرين، عندما حاصرتهم دعاية كاذبة أدت بالمليارات إلى هوة سحيقة.

 

تشعر وأنت تتابع الإعلام الاجتماعى أن في بلادنا طابورا خامسا يصر على إصباغ مصر على غير الحقيقة بأنها منطقة موبوءة، وهو إن حدث فالخراب والدمار سيطال البلاد والعباد. مصر على السوشيال ميديا منطقة مرض والوباء فيها سكن الديار والنفوس والشوارع والميادين.

 

لا مصلحة لوطن أن يخفى ما لديه، ولكن ذلك يجري وفق معايير علمية وليس بقرار سياسي خصوصا وأن الفيروس محكوم بمعايير عالمية، تراقبه منظمات لها وزنها.

 

اقرأ أيضا: العار والشرف في واقعة "طيار" محمد رمضان

 

التأني والتدقيق لازمان في هذا الأمر، ولا يمكن أن يتم ذلك وفق رغبة كتيبة إلكترونية تدار من الخارج أو الداخل، وهي راغبة في وصم مصر بالموبوءة. خذ عندك على سبيل المثال زيارة وزيرة الصحة المصرية إلى الصين، وكيف واجهت هذه الزيارة حالة من التنمر الشاذ، فالوزيرة سافرت وفق تكليف رسمي إنساني في المقام الأول، وتقديم الدعم لدولة الصين في محنتها واحدة من إطلالات مصر القوية.

 

نعم، مصر ليست دولة غنية، ولكنها دولة الإنسانية منذ فجر التاريخ.

 

تقديم العون الرمزي لدولة في محنة أمر يجب أن نتفاخر به، لا أن نتنمر ضد القائمين عليه، أيضا إضاءة آثار مصر بلون العلم الصيني واحدة من التصرفات الذكية لنقول للشعب الصيني "لست وحدك"، فمصر التاريخ تشارككم المحنة ولو رمزيا.

 

اقرأ أيضا: سقوط الإنسانية في امتحان كورونا

 

لا يوجد تفسير لحالة السخرية من التصرفين إلا أن هناك وبيننا أعداء لهذا البلد، وتشاركهم جماهير عريضة بحسن نية تحت شعار "القافية حكمت"!!

 

لا يوجد شعب في العالم يحاول جاهدا أن يصم بلاده بما ليس فيها من أمور لو صحت لجلبت علينا الخراب والدمار. صحيح الشفافية مطلوبة وأعتقد أن الموقف الرسمى من ظهور حالة إيجابية لأجنبى مصاب بكورونا دليل على أن مصر تتصرف وفق مسئولياتها دون تهويل أو تهوين.

 

اقرأ أيضا: صفاقة القرن

 

الحالة التي يمر بها الإعلام الاجتماعى في مصر أكبر دليل على أن ضرب المؤسسات الإعلامية المحترفة إنما جاء لصالح المتلاعبين بالعقول على السوشيال ميديا، وإنه قد آن الأوان لمنح تلك المؤسسات ثقة مفقودة بسبب رقابتها، والإملاء عليها في أداء أدوارها الوطنية.

 

الإعلام المصري بخير، ويمتلك مقومات مدهشة، شريطة أن يترك الأمر لصانعيه ومنحهم الثقة الكاملة للقيام بدورهم في مواجهة أصبحت مثيرة ومدهشة ومقززة.

الجريدة الرسمية