رئيس التحرير
عصام كامل

أصحاب الياقات البيضاء في الأجهزة الحكومية

يُعد تخصص العلاقات العامة في أي دولة متحضرة، ذا أهمية خاصة بالمعايير العلمية لذلك المجال الذي طالما ظلمه العاملون فيه، قبل الجاهلون به، لأن كثيرين من الناس يعتبرون «العلاقات العامة»، مجرد «يعمل يعتمد على حيل لإختلاق الأكاذيب أو رسم صور زائفة لواقع غير موجود»، بل وصل الأمر أحيانا إلى اعتبار العمل في مجال العلاقات العامة هو عمل «أصحاب الياقات البيضاء»، الجالسون على الكراسي الوثيرة في المكاتب الفخمة.

 

والحق أن العمل في مجال العلاقات العامة مسؤولية كبرى تحدوها الأمانة ويحكمها الصدق واستشعار أهمية موقع العمل؛ فلدينا في القطاعين الحكومي والخاص، مكاتب فخمة تحمل اسم «إدارات العلاقات العامة» وبها موظفون لديهم من اللباقة وحسن المظهر ما يجعل مجالهم حلماً جميلاً لراغبي الوظائف الراقية، لكننا نأسف كثيراً أن هناك من يعمل بذلك المجال الحساس دون استيعاب لمهامه التي لا تقتصر بالطبع على «تنظيم المؤتمرات، وإعداد اللقاءات الرسمية أو كتابة المراسلات والبيانات للصحف أو توجيه الدعوة للصحفيين لحضور ندوة»؛ لأن عمل تلك الأدارات بات الآن من الأهمية بمكان؛ بحيث نستعيد الدور الحقيقي لمجال العلاقات العامة، بتوسيع مهام موظفيها.

 

اقرأ ايضا : أين رصيدنا المنتظر من 2020

 

لدينا تعاملات يومية للمواطنين مع مختلف الأجهزة والإدارات الحكومية، والمواطن مرتبط بالانترنت بــ «ضغطة» على هاتفه المحمول، وهذه التعلامات اليومية تعتمد في الأساس على استفسارات متوالية عن «تواريخ، أوراق رسمية، إجراءات روتينية، غرامات بشأن المخالفين»؛ لذلك فإن كل ما نرجوه من حكومتنا الموقرة هو تفعيل إدوار إدارات العلاقات العامة، بتدشين حسابات رسمية للأجهزة والإدارات الحكومية على مواقع التواصل الاجتماعي، بحيث تتولى إدارة العلاقات العامة الرد على استفسارات المواطنين؛ توفيرا لعناء الانتقالات المضنية إلى مختلف الدوائر الحكومية.

 

واقرأ ايضا: من يحاسب الرئيس التركي على جرائمه؟

 

المواطن يريد يوميا السؤال عن فاتورة «كهرباء، غاز، مياه، اتصالات، مخلفات قانونية»، ويكفيه سطر واحد يلخص به سؤاله على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» أو «تويتر»، عبر الحسابات الرسمية للجهات التي يتعامل معها، وتقود إدارة العلاقات العامة في تلك الجهات بالرد المعلن؛ لتعم الفائدة على جميع المتابعين، ولو كانت يعض الجهات قد بدأت تفعيل ذلك؛ فعلى حكومتنا الموقرة نشر الفائدة بإلزام جميع الوزارات وخاصة تلك المعروفة باحتياج المواطن إليها يوميا، بتفعيل الدور الحقيقي لإدارات العلاقات العامة في مرحلة أظنها هامة أمام تطلعات الدولة المرتقب تحقيقها مستقبلا..

والله من وراء القصد.

الجريدة الرسمية