رئيس التحرير
عصام كامل

لماذا كل هذا العنف.. ولماذا انحدرت أخلاقنا؟!

ما نحتاج إليه بشدة في مثل هذه الأيام التي يراد فيها ضرب دولنا بأيدي بعض شبابها المغرر بهم بمفاهيم دينية متشددة ومغلوطة، وذلك دور أصيل للمؤسسات الدينية والأكاديمية في تجديد الفكر، وذلك لتفكيك المفاهيم المغلوطة المتعلقة بالجهاد والقتال في الخطاب الدعوي عبر الفضاء الإلكتروني، وإبراز المواطنة من خلال رؤية شرعية معاصرة.

 

وهنا يثور سؤال: لماذا تحولت مجتمعاتنا للعنف رغم ما عُرف عنها من تماسك أسري وفضائل بر الوالدين والتراحم والتكافل وتوقير الكبار والرأفة بالصغار، وعدم إيذاء الإنسان لأخيه الإنسان، ولا إلحاق الضرر بالحيوان ولا النبات؟! لماذا كل هذا العنف الذي ابتلينا به في شوارعنا وبيوتنا؟! لماذا انحدرت أخلاقنا لهذا الحد المخيف؟! ومن المسئول عن هذا التدني؟! أهو غياب دور الأسرة.. أم ضعف المؤسسة التعليمية أم تراجع تأثير الخطاب الديني أم تغذية الإعلام خصوصًا الدراما لقيم الاستهلاك النهم والعنف.. أم لكل تلك العوامل مجتمعة؟!

 

اقرأ أيضا: تطوير مصر الجديدة.. وعبور المشاة!

دعونا نعترف بأن تراجع دور الأسرة والمسجد والكنيسة في ترسيخ قيم الفضيلة وغرس القدوة الحسنة في نفوس أجيالنا وتكريس الأخلاق الحميدة في وجدانهم مع هبوب ريح التطرف الفكري الذي صاحب اتجاهات سياسية استخدمت الدين وسيلة لتحقيق مآرب خاصة كما فعلت جماعة الإخوان ترك آثار وخيمة على أجيال خلت من الوعي والثقافة اللازمين لكشف زيف تلك التوجهات والدعاوى المتهافتة.

 

واقرأ أيضا: حتى تتراجع حوادث الطرق الدامية

 

ولا ينكر أحد مثلًا التراجع الذي أصاب المنظومة التعليمية؛ فلم تعد المدرسة تمارس دورها الأصيل في التوجيه والتربية، ولم تكن الجامعة أفضل حالًا منها منذ اعتمادها نظرية الكم لا الكيف، حتى باتت أجيالنا الجديدة تعاني تجريفًا اجتماعيًا وسلوكيًا وأخلاقيًا، أظنه سيكون محط اهتمام مؤتمر "الشأن العام" المزمع انعقاده بدعوة ورعاية رئاسية تدرك حقيقة ما يحتاجه مجتمعنا من توعية وتقويم أخلاقي حتى تستقيم أحواله.

الجريدة الرسمية