رئيس التحرير
عصام كامل

من أنت ؟!

هكذا رد المتحدث باسم الخارجية المصرية على البيان الصادر باسم ما يسمى المجلس الرئاسى الليبى، والذى انتقد السياسات المصرية الرافضة للتدخل فى شئون الليبيين من قبل الأتراك، الطامعين فى الثروات الليبية من الغاز والطامحين فى إحياء إمبراطوريتهم العثمانية.

 

وقد كان هذا ردا بليغا.. لأنه فى الواقع لا يوجد الآن مجلس رئاسى ليبى بعد أن انسحب واستقال منه نصف أعضائه، وبعد أن أخفق في الحصول على موافقة البرلمان الليبى على حكومته، وأيضاً بعد أن بدأت تتصاعد مطالب كثير من الليبيين لكى تسحب الجامعة العربية اعترافها به وحكومته، وبعد أن استسلم -كما قال الرئيس السيسى- رئيسه السراج لأسر الميليشيات المسلحة والإرهابية فى ليبيا، وقبل بأن يرضخ للمطامع التركية مقابل حماية الأتراك له ولحكومته التى لا تسيطر سوى على مساحة صغيرة من الأراضى الليبية، من بينها العاصمة طرابلس التى يسعى الجيش الليبى لتحريرها من المليشيات المسلحة.

 

اقرأ أيضا: حل مشروط للمسألة الليبية

ولذلك حسنا أن المتحدث باسم الخارجية المصرية ابتعد عن الرد التفصيلي على بيان السراج، الذى حمل زورا توقيع المجلس الرئاسى الليبى الذى انفرط عقده، ولم يعد موجودا على الأرض بعد استقالة وانسحاب عدد من أعضائه ومقاطعة آخرين له.. فقد كان يكفى أن يقال للسراج ومجلسه المزعوم من أنت؟ّ! حتى تدعى الحديث باسم ليبيا الدولة وليبيا الشعب، وذلك بعد أن فقدت شرعيتك بتفريطك فى المصالح والثروات والأراضى  الليبية، والسماح لدولةَ ذات أطماع إقليمية بتهديد الأمن القومى للشقيقة الكبرى لليبيا وجارتها أيضا.

 

وأعتقد أن هذا الرد سوف يتلوه مواقف أخرى تجاه السراج ومجلسه المزعوم وحكومته المحاصرة فى طرابلس الآن.. فإن مصر لن تسكت على أى تهديد لأمنها القومي فى مواجهة التهديد القادم إليها من ليبيا.

 

الجريدة الرسمية