ندرة السياسيين (2)
ندرة الكوادر السياسية آفة طالت فيما مضى مؤسسات الدولة السياسية كافة، حكومة وبرلمانًا وأحزابًا ومجتمعًا مدنيًا كان يفترض أن يشكل بتفاعلاته الحاضنة الطبيعية لمثل تلك الكوادر.. وهو ما يطرح السؤال: ما الذي أوصل تلك المؤسسات إلى هذه الحال الفقيرة سياسيًّا؟
والجواب: هو غياب التربية على السياسة في مجتمعنا ومؤسساتنا المعنية بتفريخ مثل تلك الكوادر.. وانعدام ممارسة الديمقراطية بصورة سليمة داخل تشكيلات الأحزاب السياسية ذاتها التي صدعتنا بالحديث عن تداول السلطة..
وكان حريًا بها أن تدرب أبناءها على ممارسة العمل السياسي وتداول المراكز القيادية فيما بينهم داخل أحزابهم.. كما يحدث في كل الدنيا التي تقوم فيها الأحزاب بدورها كمفرخة للسياسيين والبرلمانيين وكبار المسئولين في شتى المواقع القيادية.
لقد بدأت الدولة بالفعل في علاج ظاهرة نقص السياسيين وهي بلا شك خطوة مهمة لسد العجز في الكوادر والكفاءات السياسية، التي افتقدناها في الفترات الماضية.. وعانينا طويلًا من غيابها نتمنى أن تستمر التجربة الجديدة فنحن في أشد الحاجة إليها لتخريج سياسيين جدد بعد أن انتهت صلاحية النخبة الحالية، ولم تعد قادرة على التجاوب مع مقتضيات العصر.