رئيس التحرير
عصام كامل

لعبة تزيين الأخطاء!


في كل مكان وحين، هناك داخل أي مجتمع من ينكرون التجاوزات والأخطاء بل والخطايا.. تعمى أبصارهم عن رؤيتها حتى ولو كانت واضحة وصارخة.. وهؤلاء إما يكونون ممن يرتكبون هذه التجاوزات والأخطاء وإما من يصدرون التعليمات للقيام بها، وأيضًا من لهم مصالح لدى من يأمرون بها يبغون الحفاظ عليها!


لكن بجانب هؤلاء بدأت تظهر مجموعة أخرى من البشر يهونون من التجاوزات والأخطاء والخطايا، سواء بالقول إن كل البلاد لا تخلو منها فنحن لا نعيش في الجنة، وإنما نعيش على الأرض التي يجتمع فيها الخير والشر معا، أو بالقول إن ظروف المرحلة تقتضى وقوع تجاوزات وأخطاء حيث التحديات كبيرة والتربص من الخصوم ضخم، أو أيضا بالقول إن ميزان حساب الإيجابيات والسلبيات تميل فيه كفة الإيجابيات، وإن الوقت كفيل بتقليص السلبيات والتجاوزات والتخلص من الأخطاء والخطايا، ولذلك يجب القبول بالحال!

وهؤلاء أكثر خطرا ممن ينكرون التجاوزات والأخطاء والخطايا.. لأن الإنكار لم يعد مجديا الآن، بعد أن صار العالم قرية كونية صغيرة، وصار مستحيلا كتمان شىء أو إخفاؤه، وبالتالى يعرض من ينكرون الأخطاء أنفسهم للسخرية في مجتمعاتهم وناسها..

أما من يهونون الأخطاء والخطايا فإنهم أكثر دهاء ممن ينكرونها، ولذلك هم لا ينكرون هذه الأخطاء والخطايا بل يبدءون الاعتراف بها ثم يحاولون تبريرها، بل والأكثر تزيينها، حتى يتم القبول أو التسليم بها، باعتبارها قدرا لا فكاك منه، وأن هناك شرا أهون من شر آخر أكبر وأشد، أو باعتبارها مؤقتة ومرتبطة بالمرحلة التي نعيشها، وأنها سوف تنتهى بنهاية هذه المرحلة والولوج إلى مرحلة جديدة من حياة المجتمع.
 
غير أن هؤلاء يتغافلون أنه لا شىء مهما كان يبرر السكوت على التجاوزات والأخطاء والخطايا في أي مجتمع.
الجريدة الرسمية