رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

مؤتمر "الشأن العام"!


لا شك أن حضور الرئيس "السيسي" لفعاليات المؤتمر المزمع عقده، لتدارس "الشأن العام" سوف يعطي هذا الحدث زخمًا كبيرًا؛ ومن ثم فلا بد من الإعداد الجيد له، وإلا يختصر على الجوانب الدينية فقط، بل يشمل كل جوانب الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية أيضًا..


فنحن بحاجة إلى ثورة حقيقية في الفكر الديني على الأفكار الجامدة والمتطرفة، ثورة على المتاجرة بالدين والتفسيرات الخاطئة والمنحرفة لجماعات التطرف وتنظيمات الإرهاب، ثورة تعيد الخطاب الديني لمساره الصحيح دون إفراط أو تفريط، ثورة تجعل المصلحة العليا للبلاد والعباد هي الحاكمة لمسارات الاجتهاد والتجديد.. وهو ما سيناقشه المؤتمر بجدية ليصل إلى نتائج تعود على المجتمع كله بالخير.

تغيير الأفكار وخصوصًا الدينية ليس بالأمر الهين، بل يتطلب إرادة مجتمعية صادقة، كما يحتاج من المصريين التوحد على قلب رجل واحد؛ فبعض الأفكار صارت ثقافة مسلمًا بها لدى البعض، وخصوصًا بعض شبابنا الذي استهوته تلك الأفكار المغلوطة حتى اتخذها معتقدا لا يقبل نقاشًا ولا تغييرًا، وهي أفكار تسربت إليه في ظل ضغوط الإحباط والفراغ والمتاعب الاقتصادية، وكلها عوامل تسببت فيها عقود من الإهمال وسوء الإدارة، وإغفال طبيعة هؤلاء الشباب الذين باتوا المكون الأعظم من تعداد السكان في مصر.

ويبدو طبيعيًا في سياق ملتبس كهذا أن يعيد الرئيس "السيسي" تذكيرنا بحقيقة الأوضاع، ودور كل منا وواجبه في معركة أريد بها استنزاف مصر وتركيعها وكسر إرادة شعبها تمهيدًا لهدم الدولة، ومن ورائها الدول العربية كافة تحقيقًا لمطامع أهل الشر ومآرب كل منهم، ورغم ضراوة المعركة وشراسة أدواتها وتناغم أطرافها لكنها لن تنال شيئًا من مصر ما دامت جبهتها الداخلية موحدة متماسكة، واعية بطبيعة المخاطر ومخططات الأعداء في الداخل والخارج والذين لا يرضيهم أبدًا أن يتعافى بلدنا ليضطلع بدوره الأصيل والمحتوم بحكم التاريخ والجغرافيا والامتداد الحضاري العربي والإسلامي.

مؤتمر "الشأن العام" خطوة مهمة ونرجو أن تتحول أفكاره وتوصياته إلى واقع ملموس على الأرض ودون ذلك لن يحدث أي تقدم.
Advertisements
الجريدة الرسمية