رئيس التحرير
عصام كامل

السلطة وجاذبيتها!


رغم أن السلطة، أي سلطة مهما كبرت أو صغرت، ترتب مسئوليات جسيمة على من يحوزها، وتخلق أعداء وخصوما وحسادا لصاحبها، إلا أنها دوما لها جاذبيتها التي تداعب عيون الكثيرين وتراود نفوسهم، وتخلق لديهم تطلعا لها..


ولذلك نشاهد ونرصد سباقا شرسا للوصول إلى السلطة، وجهودا مضنية للحفاظ عليها، وعدم إفلاتها من الأيدي التي تمسك بها.. ومن أجل السلطة تنفق الأموال غزيرة وترتكب الجرائم العنيفة، وفى مقدمتها جرائم القتل!

ولذلك لا يصدق معظمنا أن هناك من لديه عزوف عن السلطة، ورافض لخوض سباق الحصول عليها، ومعتذر عن المشاركة فيها ولو من خلال منصب هنا أو هناك!.. وعندما يحدث ذلك يتشكك كثيرون في ذلك، وعندما يتأكدون من صحته يشغلون أنفسهم في البحث عن تبريرات غير صحيحة لمثل هذه المواقف، مثل صغر المنصب، أو الرغبة والطموح في منصب أكبر، أو التمنع وهم راغبون كما يقال.

لكن التاريخ يحمل لنا العديد من النماذج لشخصيات مختلفة لم تتكالب على السلطة، مثلما يوجد أشخاص لا يتكالبون أيضا على المال والجاه.. وأيضًا التاريخ يتضمن العديد من الأشخاص الذين رفضوا التمسك بالسلطة، وتركوها طواعية وبإرادتهم وبدون التعرض لأى ضغوط، ولذلك لا يجب أن نندهش عندما نسمع أو نقرأ عن شخص اعتذر عن سلطة كانت قريبه منه أو مطروحة عليه، أو تنازل عن سلطة كان يمسك بها في يديه.

وبما أننا نحتفل بمولد الرسول "محمد" عليه السلام، لعلنا نتذكر كيف تنازل "الحسن بن على" عن الحكم لٍ"معاوية" ليجنب المسلمين صراعا دمويا.. و"الحسن" لم يكن الوحيد الذي عزف عن السلطة في التاريخ.. نعم هؤلاء استثناءات ولكنها استثناءات حقيقية لا يمكن إنكار وجودها.
الجريدة الرسمية