رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انتصارات بلا حروب!


أن تكون مصر وجيشها منذ الفراعنة وحتى يومنا هذا هي الجائزة الكبرى التي لا تتوقف محاولات استهدافها، وإخضاعها تمهيدًا للاستيلاء على المنطقة كلها، ولا تزال أرض الكنانة تتعرض لتحديات فرضتها تداعيات يناير 2011، التي سارعت قوى إقليمية ودولية لاستغلالها، حتى لا تقف مصر على قدميها..


ولا يستوي في ذلك قوى إقليمية ودولية لا يرضيها أن تتبوأ مصر مكانتها أو تملك قرارها ومصيرها، أو أن تكون مركزًا إقليميًا للطاقة والغاز الطبيعي، هؤلاء وغيرهم ممن نظنهم أشقاء، تجمعنا بهم روابط اللغة والتاريخ والدين تراودهم أحلام السيطرة على مصر، لإخراجها من المعادلة الإقليمية والدولية..

ويساعدهم بكل أسف عناصر من بني جلدتنا، يجري توظيفهم لتحقيق مثل هذا الغرض الخبيث، ضمن ما عرف بحروب الجيل الرابع التي يبغون من ورائها "تحقيق انتصارات بلا حروب" كما قال الرئيس السيسي في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة منذ أيام.

يدرك هؤلاء المعتدون ومن لف لفهم خطورة موقع مصر، ودورها وأسرار قوتها بحسبانها أهم المراكز الإستراتيجية للإسلام والعروبة، وكيف أنها وجيشها الذي بقي وحده بفضل الله صلبًا متماسكًا يقف سدًا منيعًا في طريق أحلامهم الاستعمارية..

الأمر الذي يفسر لماذا تشتد هذه الأيام ضراوة حملاتهم لتشويهه والوقيعة بينه وبين الشعب، ولماذا أصر الرئيس السيسي على توصيل رسالة قوية للشعب خلال ندوة القوات المسلحة بالتأكيد على حقيقة أن قوتنا في وحدتنا، وأن نصر أكتوبر العظيم درس مهم من دروس التاريخ تحقق بالعمل والصبر والإرادة، فمن لا يملك جيشًا وطنيًا وسلاحًا عصريًا لا يملك أمنه، وأن التحدي الحقيقي والمخاطر موجودة في كل وقت وعصر..

لكن تماسك شعبنا وعدم خروجه على مؤسسات الدولة أكبر تحدٍ وكل ما عداه من تحديات فهو هيِّن مهما عظم حتى ولو كان أزمة سد النهضة أو الفقر والجهل والمرض، ولولا ذلك ما حذر الله المؤمنين من التنازع بقوله: "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم".

قد يكون مفهوما لماذا تحارب كبرى الدول لإجهاض أي دور حقيقي لمصر في محيطها.. لكن ما ليس مفهومًا ولا مستساغًا أن تتبارى دول، يفترض أنها شقيقة بحكم الدين واللغة والجوار والقومية، لتنفيذ مخطط هدم مصر وتمزيق نسيجها الوطني ودعم جماعات الإرهاب وعلى رأسها جماعة الإخوان.
Advertisements
الجريدة الرسمية