رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

انفجار لبنان!


لا أستبعد بالطبع تأثير العوامل الإقليمية والدولية في حدوث الانفجار الشعبى في لبنان.. فكل القوى اللبنانية الطائفية والسياسية مأزومة بسبب علاقاتها الخارجية غير اللبنانية، ابتداء بحزب الله الذي طاله تأثير العقوبات الاقتصادية لإيران التي ترعاه، وحتى "سعد الحريرى" الذي لم يعد يحظى بالدعم السعودي، بسبب ما قدمه من تنازلات لـ"نصرالله"، بل ويتعرض لضغوط دولية لتقليم أظافر حزب الله.


لكن أرى أن الأسباب الأساسية والأهم للانفجار الشعبى في لبنان هي أسباب داخلية في المقام الأول.. أسباب لبنانية خالصة.. فهذا الانفجار الشعبى لم يحدث بسبب ضريبة الواتساب التي تم فرضها، وإلا كان اللبنانيون قد أخلوا الشوارع والميادين وعادوا إلى منازلهم بعد إلغاء هذه الضريبة فورا..

وإنما لبنان انفجر شعبيا نتيجة تراكمات تحملها اللبنانيون سنوات طويلة، عانوا فيها أوقاتا طويلة من عدم وجود رئيس، ثم من عدم وجود حكومة، وأيضًا من عدم وجود برلمان فاعل، وبالتالى تراكمت المشكلات والأزمات لعموم اللبنانيين، وصارت الحياة في لبنان لمعظم اللبنانيين صعبة وقاسية، ولا تطاق..

ولذلك انفجروا عندما وجدوا أن أهل الحكم في لبنان ماضون في سياساتهم التي تمخضت عن تراكم الثروة في أيدي قلة لبنانية، وسوء الأوضاع المعيشية للكثرة، في ظل فساد يتسع وينتشر، وافتقاد المحاسبة.. ولعل هذا ما يفسر أن اللبنانيين الذين خرجوا للشوارع لم ينتفضوا ضد حكومة "الحريرى" التي يتحكم فيها "نصرالله" و"عون"، وإنما انتفضوا ضد جميع شركاء الحكم بلا استثناء، وطالبوهم جميعا بالرحيل وتغيير النظام السياسي اللبنانى كله، الذي يقوم على أسس طائفية فاسدة.

وهكذا الانفجارات الشعبية دوما تحدث لأسباب داخلية أساسا، حتى ولو اقترنت بعوامل خارجية تحض عليها، أو لدور فيها، لتحقيق أغراض إقليمية أو دولية.


Advertisements
الجريدة الرسمية