رئيس التحرير
عصام كامل

ضرورة تجديد خطابنا الفكري والثقافي والإعلامي!


أملي كبير أن تنهض الجهات المعنية بالفكر والوجدان وصناعة العقل والرأي العام ومعها المجتمع المدني أحزابًا وإعلامًا بأدوارها المنشودة، ومهامها الوطنية التي تأخرت كثيرًا في معركتنا مع الإرهاب الأسود.. فأين جهودها لتجديد خطابنا الفكري والثقافي والإعلامي.. وهل أحرزت فيه نجاحا يوازي ما قدمته الدولة من نجاحات مذهلة على طريق المواجهة الأمنية مع جحافل الإرهابيين.. ونجاحاتها المشهودة في ملفات الإصلاح الاقتصادي وملفات أخرى اجتماعية وصحية وتنموية.


ما يجب أن نركز عليه أننا بصدد حرب فكرية مع الإرهاب؛ فأخطر الأفكار هي تلك التي ترتدي ثوب الدين، ثم تراوغ لتكسب مساحة في عقول شبابنا تمهيدًا لاستخدامهم وقودًا في حرب منظمة ضد الدولة، وهي الحرب التي أضرت بالدين أبلغ الضرر حين لم تجد من يتصدى لها ويفندها في مهدها بأسانيد صحيحة وحجج قوية جاذبة ومستوعبة لتحديات العصر ومستجداته.

نحن في حاجة لثورة في الفكر والإرادة والعمل والإنتاج.. ثورة لإصلاح الإعلام وتنميته والاستثمار فيه، عبر ضخ مزيد من الأموال والدماء الجديدة في أوصاله.. بحسبانه صناعة ثقيلة ليس من بين أهدافها تحقيق الربح المادي بقدر ما هو تحصين الوطن ضد رياح الفتن وأعاصير الكذب والأوهام، كتلك التي هبت علينا في الأيام الأخيرة ونحمد الله أن إعلامنا رغم ظروفه المتعثرة نجح في التصدي لها والوقوف في وجهها..

الإعلام سلاح يمهد للجيوش في أرض المعارك.. ما يعني أنه لابد أن يكون في المقدمة.. كما أنه مرآة حقيقية لآمال وآلام وطموحات المجتمع كله.. ومن ثم فإن إصلاح منظومته كلها بات أكثر من ضرورة إن أردنا جبهة داخلية واعية وموحدة في مواجهة أي عدوان محتمل على إرادة الشعب ومستقبله.
الجريدة الرسمية