رئيس التحرير
عصام كامل

إنهم لا يفقهون!


لم يكن ممكنا الإطاحة بـ"مبارك" بدون انحياز الجيش للشعب وعدم مساندته له.. فقد كان الجيش يرفض تلك الدعوات التي تبناها البعض لتوريث الحكم لـ"جمال مبارك"، فضلا عن رفض قيادة الجيش وقتها للكثير من السياسات الحكومية الاقتصادية، وظهر ذلك جليا في معارضة المشير "طنطاوى" لبيع بنك القاهرة.


كما لم يكن ممكنا أيضا التخلص من حكم الإخوان الفاشى والإطاحة بـ"مرسي" بدون انحياز الجيش أيضا للشعب.. وكلنا نتذكر كيف خرج المتظاهرون قبل ٣٠ يونيو يحثون القائد العام للقوات المسلحة، ويهتفون: انزل يا سيسى..

فقد كان الجيش يستشعر الخطر على البلاد، وعلى ذاته أيضا، في ظل تخطيط الإخوان لإقامة ميليشيات خاصة بهم، على غرار الحرس الثورى الإيراني.

واليوم لقد أخفقت كل محاولات الإخوان وغيرهم إثارة شقاق داخل القوات المسلحة، ولا يوجد لديها ما ترفضه من سياسات للحكم الحالى، بل على العكس تماما فإن قيادتها لديها العديد من الأسباب التي تدعوها لمساندة الرئيس الحالى، ولذلك تستهدفها، هي وقائدها العام الحملات المعادية التي تستهدف في ذات الوقت الرئيس والقائد الأعلى لها..

هذه الحقيقة يبدو أن بعض من يتصورن إمكانية حدوث استجابة لدعوات التغيير السياسي التي انطلقت من الخارج.. ربما لأنهم لا يدركون دور القوات المسلحة فيما شهدته مصر من تغيير سياسي عامى ٢٠١١، و٢٠١٣، أو لا يريدون الاعتراف بذلك.

بل إنهم لو مدوا البصر إلى خارج مصر سوف يكتشفون أن "بن على" في تونس فر منها بعد أن تخلى عنه الجيش التونسي.. وذات الشيء حدث مع "البشير" في السودان و"بوتفليقة" في الجزائر.
الجريدة الرسمية