رئيس التحرير
عصام كامل

المحليات قبل الشورى


إذا كنّا نعتزم أن نبدا إصلاحا سياسيا جادا ، فإننا يجب أن نبكّر بانتخابات المحليات، لا أن نؤجلها إلى ما بعد العام المقبل، أي إلى عام ٢٠٢١، لأننا سنكون منشغلين في العام المقبل (٢٠٢٠) بانتخابات البرلمان وانتخابات مجلس الشورى الذي استحدثته أو بالأصح أعادته التعديلات الدستورية للسلطة التشريعية.. لأن انتخابات المحليات أهم من الشورى لأسباب عديدة.


أولا: المحليات هي الساحة التي تصنع الكوادر السياسية.. فيها يختبر من يدخلون عالم السياسة قدراتهم، ويراكمون خبرات لا تفيدهم وحدهم، وإنما تفيد العمل السياسي.

ثانيا: انتخابات المحليات تعد فرصة مناسبة لكى تستعيد الأحزاب نشاطها وفعاليتها، وهذا أمر مهم للإصلاح السياسي الذي يحتاج لتحقيقه أحزابا قوية وحاضرة جماهيريا، خاصة وان أحد معضلات الإصلاح السياسي ذلك الضعف الحزبى الذي لا ينكره أحد، حيث يوجد لدينا عشرات الأحزاب التي لا يعرف أحد حتى بأسمائها.

ثالثا: إن انتخابات المحليات المقبلة تحديدا تتيح أيضا فرصة كبيرة للشباب والمرأة والعمال والفلاحين لممارسة العمل السياسي، الذي يتضمن احتكاكا مباشرا مع عموم المواطنين.. واى إصلاح سياسي جاد وحقيقى لابد له أن يستهدف جذب عناصر كبيرة من الشباب والمرأة أيضا إلى ساحة العمل السياسي.. والاحتكاك المباشر مع عموم المواطنين يراكم خبرات كبيرة ومهمة في العمل السياسي.

رابعا: إن الساحات المحلية تعانى غيابا سياسيا لوجود القوى المدنية، أو في أحسن الأحوال تعانى من الوجود الضعيف، بينما تنشط فيها قوى وعناصر الإسلام السياسي، بما فيها العناصر الإخوانية التي لا تجاهر بانتمائها للإخوان، وهو ما يمنح هذه القوى أوراقا تستخدمها ضدنا خاصة في الحرب الإعلامية التي تشنها ضدنا.. وهنا الأمر يحتاج لمواجهة مع هذه القوى حتى لا نترك ساحات المحليات تحت سيطرتها.

لذلك يتعين علينا ألا نؤخر انتخابات المحليات أكثر من ذلك، خاصة وأننا أجلناها كثيرا من قبل، ولم نتمكن من الوفاء بكل المواعيد التي سبق أن حددناها لها من قبل وكان آخرها العام السابق (٢٠١٨).. انتخابات المحليات الآن أهم من انتخابات الشورى ويجب أن تسبقها إذا لم تجر انتخابات مجلس النواب مع انتخاباتها.
الجريدة الرسمية