رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

العيش وخبازه!


هناك مثل شعبى قديم وشهير يقول "أعطِ العيش لخبازه ولو يأخذ نصفه".. ومعنى المثل أن نعهد في كل أمر نريد أن نقوم به للمتخصص والذي يفهم فيه ولديه خبرة به ويستطيع أن ينجزه على أفضل وجه.


لذلك إذا كنّا نبغى إصلاحا سياسيا حقيقيا فإنها يتعين علينا أن نعهد بالتخطيط له والإشراف على تحقيقه لمن يفهمون في شئون السياسة، ودارسى علم السياسة والذين له علم ودراية بخبرات الشعوب في إنجاز التحول الديمقراطي.. أما غيرهم فلن يحققوا ما نطلبه ونبغيه.

فكما نعهد في عملية الإصلاح الإقتصادى للخبراء الاقتصاديين، ونعهد في مواجهة العنف والإرهاب لرجال الأمن، فإننا يجب أن نفعل ذات الشيء بالنسبة للإصلاح السياسي.. فلا يصلح أن يقود الإصلاح السياسي رجال الأمن مثلا، كما لا يصلح أن ينجز الإصلاح الاقتصادي رجال الإعلام، حتى ولو كان محبذا المشاركة الجماهيرية في الأمر، وأن يكون لدى من يديرون الاقتصاد حس سياسي.

نعم المشاركة مطلوبة من الجميع في أي عملية إصلاح سياسي أو اقتصادى، أو اجتماعى، أو إداري، أو ثقافي، أو ديني، لكن يجب أن يقود أي إصلاح الخبراء والمتخصصون، حتى يتوفر لهذا الإصلاح ضمانات النجاح.

وإذا كان الزميل "ياسر رزق" في مقاله بجريدة الأخبار يتحدث متوقعا وأيضًا مبشرا بقرب بدء عملية إصلاح سياسي توازي عملية الإصلاح الاقتصادي وتكملها، وطالب بحوار واسع حول هذا الأمر، فإنني أرجو أن تكون بداية هذا الحوار هو التذكير بأن نعهد في هذا الإصلاح للخبراء في المجال السياسي، وليس لغيرهم.

فلنستمع للجميع ولكن يجب أن نعطي العيش لخبازه.. وهذا ينطبق على الإصلاح الصحفي والإعلامي، الذي اعتبره الزميل "ياسر" استهلالا لهذا الإصلاح السياسي.
Advertisements
الجريدة الرسمية