رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

استخفاف


أي تحليل مضمون لما يتم نشره على مواقع التواصل الاجتماعى مصريا سوف يسجل غلبة روح الاستخفاف عليه.. وهذا يُبين أن كثيرين لا يكترثون كثيرا بالتحقق فيما يتلقونه عبر هذه المواقع والتأكد من صحته، ويشرعون بتداوله ونشره أو تشييره على نطاق واسع..


ولذلك لا يهتمون بالتالي بالالتزام بأى قدر من الموضوعية، التي تقتضى منهم التعامل بشكل جاد خال من الاستخفاف وهم يتناولون أكثر الموضوعات الجدية والمهمة.

وأعتقد أن ذلك ما يستثمره الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى كأداة أو سلاح في الحروب الإلكترونية التي انتشرت كبديل أساسى الآن للحروب العسكرية.. فكما حلت الطائرة "الدرون" بدون طيار محل أحدث القاذفات الآن فقد حلت الأدوات الإلكترونية محل أحدث أنواع الصواريخ.

ولذلك يجب ألا يقابل هذا الاستخفاف الإلكتروني باستخفاف أو استهانة.. بل يتعين مواجهتها والرد عليها بالمعلومات الصحيحة، بطريقة تخاطب العقول وتلقى قبول الرأى العام.. أي يجب عدم تجاهل الصواريخ الإلكترونية والتعامل معها، مثلما يتم التعامل في ساحات الحروب مع الصواريخ والمدفعية وقصف الطائرات..

أما القول بأنه لا يصح النزول إلى مستوى هذا الاستخفاف الإلكتروني، فهو بمثابة تمكين لأصحاب الصواريخ الإلكترونية في السيطرة على عقل الرأى العام، والانفراد بتوجيهه طبقا لمصالحهم ومآربهم.

كما يجب تخير الوجوه التي تلقى قبول الرأى العام للرد على أي قصف إلكتروني، وتحظى بمصداقية لديه، وأن تستخدم المعلومات الصحيحة والسليمة، ليتقبل منها الناس ما تقوله.. فإن المصارحة والمكاشفة وحدها هي التي تستجيب لها القلوب والعقول، وتجبر أصحاب الصواريخ الإلكترونية على التراجع، وأصحاب الاستخفاف الإلكتروني على مراجعة أنفسهم.
Advertisements
الجريدة الرسمية