رئيس التحرير
عصام كامل

المسلم ومنهج الإسلام


حركة المسلم في يومه كما رسمها منهج الإسلام الحنيف، وكما تعلمنا من هدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله منذ أن يستيقظ ويستقبل يومه كلها عبادة وذكر لله تعالى.. فقد علمنا الهادي البشير والسراج المنير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كيف نستقبل يومنا عندما نستيقظ من النوم، فنصبح في نعمة الحياة من جديد، وهبنا إياها واهب الحياة سبحانه وتعالى..


حيث إن النوم ميتة صغري، وعندما نستيقظ ونجد أن أدوات الحس والإدراك سليمة وتعمل، فالقلب ينبض والعين تبصر والأذن تسمع والجوارح تعمل، هنا أصبحنا نتقلب في نعمه عز وجل، فيجب علينا الشكر نقول: "الحمد لله الذي أحيانا بعد أن أماتنا".. ونذكًر أنفسنا بأننا إليه تعالى راجعون في يوم ما فنقول بعد الحمد. وإليه النشور.

ثم نتوجه بعد ذلك إلى الوضوء، وعند الدخول إلى موضع قضاء الحاجة "الحمام" ندخل بالقدم اليسرى، ونستعيذ بالله فنقول: "أعوذ بك من الخبث والخبائث".. ثم بعد قضاء الحاجة نقول: "الحمد لله الذي شفاني وعفاني وأبقى ما ينفعني وأذهب ما يؤذيني". ثم نغسل الوجه ونبدأ في الوضوء. فنتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم نقول بسم الله الرحمن الرحيم ثم نبدأ بالمضمضة فنقول: "اللهم أحسن قولي.. ثم نستنشق فندعو الله تعالى فنقول: اللهم ارزقني رائحة الجنة.. ثم نغسل الوجه فنقول: اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه..

ثم نغسل الذارع اليمني إلى المرفق فندعو الله تعالى ونقول: اللهم آتني كتابي بيميني. ثم نغسل الذراع اليسرى ونقول: اللهم لا تؤتني كتابي بشمالي، ثم نمسح بالرءوس ونقول: اللهم توجني بتاج الكرامة وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.. ثم نغسل القدم اليمنى ونقول: اللهم ثبت قدمي على الصراط المستقيم.. ثم نغسل القدم اليسرى ونقول: اللهم أعوذ بك من النار..

ثم نتوجه للصلاة فندعو الله تعالى فنقول: "اللهم أحسن وقوفنا بين يديك ولا تخزنا ولا تفضحنا يوم العرض عليك.. وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين.. إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين".. ثم نصلي.. بعد ذلك نتناول الفطور، فنقول بسم الله الرحمن الرحيم. ثم بعد الانتهاء نقول الحمد لله رب العالمين.. ثم عندما نخرج من البيت نقول لأهل البيت: "أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم"..

هنا يقول لك الملك: "هديت ووقيت وكفيت"، هذا وأسلم على كل من يلقاني، أو أرد السلام سواء كان مسلما أو غير مسلم أو صغيرا أو كبيرا.. ثم نتوجه إلى العمل، ويجب أن نلتقي كل من نتعامل معهم بوجه طلق بشوش بسام فتبسمك في وجه أخيك صدقة.. وذلك حتى ننتهى من أعمالنا.

وهكذا باقي اليوم يجب أن نمضيه في طاعة الله تعالي وذكره.. هذا وجلوسك مع أهل بيتك والاهتمام بالزوجة والإحسان إليها ومتابعة الأبناء وتوجيههم وحسن تربيتك لهم، كل ذلك عبادة لله تعالى وذكر.. ولقد كان من وصايا مشايخنا رحمهم الله تعالى أن ننام على طهارة ووضوء وعلى ذكر الله تعالى سرا أي في أنفسنا دون أن نحرك ألستنا وهذا ما يسمى بذكر القلب، فإذا انتهى الأجل ونحن على هذه الحالة نظل ذاكرًين لله تعالى إلى أن نبعث، والمرء يبعث على ما مات عليه، كما أخبرنا الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.
الجريدة الرسمية