رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نعيش أزمة أخلاق حقيقية !


من أخطر أنواع الفساد وضع الشخص في غير مكانه المناسب وإسناد الأمر لغير أهله.. واتخاذ القرار في غير وقته المناسب تقديمًا أو تأخيرًا، وتعطيل مصالح الناس بالغياب عن العمل أو التزويغ، وعدم الإتقان والفهلوة والتشبث بالبيروقراطية الجامدة والروتين والغش. فالفساد الإداري والأخلاقي أكثر تأثيرًا على المجتمع من الفساد المالي..


وإذا سلمنا بوجود تلك العلل في أنفسنا وفي مجتمعنا فذلك أول خطوات العلاج الذي لا جدوى من إنكاره أو مداراته أو التنصل منه؛ فإخفاء المرض لا ينفي وجوده ولا يغنى شيئًا في علاجه إذا أردنا علاجه بحق.. فثمة أزمة وجدان جمعي وأزمة أخلاق حقيقية تراها شاخصة في شوارعنا يترجمها التدهور الخلقي الذي صرنا إليه وتفاقم أكثر وأكثر في السنوات الأخيرة لاسيما بعد أحداث يناير 2011 وما تلاها من انفلات طال كل شيء في حياتنا..

وهو ما تبذل الدولة في ظل حكم الرئيس السيسي جهدًا هائلًا لإصلاحه انطلاقًا من إعادة بناء الإنسان وتقويمه وتهذيب أخلاقه، وما يتصل بها من إعلام وتعليم وثقافة وفن؛ سعيًا لمجتمع الفضيلة كما يقول الرئيس السيسي وإصلاحًا لعطب أصاب بنيتنا الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والاقتصادية التي انحرف بها البعض عن غاياتها استنزافًا لمؤسسات الدولة وإشاعة للذعر والإرهاب في المجتمع، وإحداثًا لخلل اقتصادي يؤدي لا قدر الله لسقوط الدولة.

ويعلم القاصي والداني كم بذلت جماعات الشر محاولات في الداخل والخارج لاستهداف مقومات الدولة تمهيدًا لإسقاطها؛ الأمر الذي فطن إليه الرئيس السيسي فانبرى يعيد بناء المواطن ويستعيد هيبة الدولة وقوتها، جاعلًا ذلك أولى أولوياته.

ولا يعدم المرء دليلًا على سوء ما صرنا إليه من أخلاق تجده واضحًا في بذاءات اللسان وفحش الكلام ومرذول العادات والسلوكيات، وتبجح الصغير والاجتراء على الكبير يقابله عنف وشراسة من الكبار تجاه الصغار، ورفع الأصوات وشيوع الصخب وثقافة الزحام، والكذب الإعلامي المفضوح خاصة مع صعود جماعات التأسلم السياسي لسدة السلطة، فزادت جرعات السم المدسوس في الإعلام الأعوج الذي كاد يفتك بثقافة الأمة..

ناهيك عن التربية الخاطئة للأطفال في البيوت وتنشئتهم على عادات وسلوكيات أبعد ما تكون عن سمو الأخلاق.. فانصرف أغلب الأسر للاهتمام بتنمية الجوانب الجسدية لأطفالها على حساب تنمية العقل والروح والوجدان، فنشأت الأجيال مغالية في ذاتيتها وأنانيتها بعيدة عن الانتماء الديني والوطني المطلوب.
Advertisements
الجريدة الرسمية