رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

هذا الإرث.. ولماذا تخلفنا؟!


وإحقاقًا للحق فإن الرئيس السيسي أدرك منذ توليه المسئولية الإرث الثقيل الذي ورثناه على مدى سنوات طويلة من سوء الأخلاق وغياب الضمير والفساد والاستهتار واللامبالاة والتهاون وعدم الالتزام بالقانون.. فوضع التعليم والصحة وكل ما يتعلق ببناء الإنسان في صدارة أولوياته واهتماماته.


فروح الأديان كلها وفلسفات البشر وخلاصة حكمتهم تنزل الأخلاق منازل عالية بحسبانها ركيزة أساسية، من دونها تصبح مجتمعات البشر غابات حيوانية تحكمها الغرائز وتتحكم فيها القوة الباطشة بلا عقل ولا ضمير.. وما أحسب تخلفنا عن ركب الإنسانية إلا لتخلينا عن الأخلاق والعلم وإغراقنا في الخرافة والجهل والتواكل.

وما ضلت انتفاضة يناير طريقها إلا لفقدانها سياجًا أخلاقيًا كان بوسعه أن يعصمها من انتهازية البعض، واستمساكه بمطالب اجتماعية وفئوية أو سياسية دون أن يملكوا إجابة واضحة عن كيفية تحقيق تلك المطامع في ظل انفلات ضرب كل شيء في حياتنا، وفي القلب منها قيمنا الأخلاقية.

الضمير الأخلاقي لأي مجتمع يحول بينه وبين انحراف الفاسدين من أبنائه، ويعصمه من اللصوص والمتاجرين بالدين، المضلين للوعي، السارقين للإرادة، الخادعين للبسطاء من الناس، والمتاجرين بأقوات الشعب.. فهل يمكن لمجتمع فاقد للهوية الأخلاقية والموروث الحضاري الذي أنار للإنسانية كلها طريقها نحو الحرية والعدالة والازدهار في ظلام العصور الوسطى أن يستقر أو يتقدم دون أن يعود إلى مخزونه الأخلاقي.

لقد نادى الرئيس السيسي ولا يزال بإطلاق قيم الإصلاح الأخلاقي سعيًا لمجتمع رشيد يعرف أفراده ما لهم وما عليهم.. ونحمد الله أن ثورة 30 يونيو قد أعادت الانضباط للشارع واستعادت اللحمة بين الشعب وجيشه وشرطته، وهي العلاقة التي كانت سببًا رئيسيًا في نجاح الدولة في حربها للإرهاب وصمودها في معركة البناء والبقاء. 

ويبقى المهم هو استعادة القيم الخلقية الرفيعة من براثن الانحطاط الذي ران على قلب المجتمع في غفلة آن لها أن تنقشع استلهامًا لروح الهجرة النبوية الشريفة، التي كانت علامة فارقة في تاريخ البشرية كلها، نزوعًا إلى إقامة مجتمع الفضيلة والإيمان والمساواة والعدالة.. هجرة من أرض الشر إلى أرض الخير.. ولتكن هجرتنا من السلوكيات المرذولة إلى الأخلاق القويمة وإصلاح النفس واستكمال فضائلها فذلك هو الجهاد الأكبر.
Advertisements
الجريدة الرسمية