رئيس التحرير
عصام كامل

الأغبياء يمتنعون!


الحملات الإعلامية المخططة والممنهجة في الصراعات السياسية ليست بدعة جديدة، وإنما هي أحد الأدوات المهمة في هذه الصراعات.. ولذلك هي ظاهرة عالمية، تزدهر بقوة في بعض الدول مع اقتراب الانتخابات فيها، مثلما حدث في الولايات المتحدة بعد أن تقدم ترامب للترشح للرئاسة، وفى دول أخرى عقب حدوث تغييرات سياسية طالت النظام السياسي الحاكم، على غرار ما حدث لنا في مصر بعد الإطاحة بحكم الإخوان، حيث ركز التنظيم الدولى للإخوان بمساعدة كل من تركيا وقطر، في شن العديد من الحملات الإعلامية التي استهدفت أساسا النيل من الجيش المصرى والرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا.


وبالطبع هذه الحملات الإعلامية الممنهجة والمخططة تحتاج التصدى لها، مثلما يحدث في الحروب العسكرية.. ويجب أن يكون هذا التصدى للحملات أو الضربات الإعلامية مدروسا وممنهجا أيضا وليس عفويا أو انفعاليا، حتى يكون له تأثير.. فان المعركة الإعلامية هنا تدور حول عقول الناس، أو عقل الرأى العام داخل البلاد وليس خارجها..

ويتعين أن يكون الرد على الضربات الإعلامية قادرًا على تفنيد ما تضمنته من اتهامات وادعاءات بشكل يتسم بالذكاء يقنع عموم الناس.. أما الاندفاع بغباء للرد على الضربات واللكمات الإعلامية ودون تبصر وبشكل عشوائى فلن يحقق المطلوب والمستهدف منه وهو تفنيد الاتهامات والادعاءات، وفضح مروجيها، وكشف نواياهم الخبيثة..

فإن التصدى للضربات الإعلامية يجب أن يكون مدروسا ومخططا، سواء فيما يتعلق بمحتوى الرد أو فيما يتعلق باختيار من يقومون به، فإن حسن هذا الاختبار يحقق نصف نجاح هذا الرد.. باختصار المطلوب ذكاء في المعارك الإعلامية، أما الأغبياء فيجب أن يمتنعوا!
الجريدة الرسمية