رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وأنت بتتغير!


هناك أغنية يتباهى الحبيب فيها أنه ثابت على مواقفه، وأن حبيبه هو الذي يتغير.. وهذه أغنية تصلح لأن ينشد بها كل من هو ثابت على مواقفه ولا يغيرها حسب مقتضيات المال، أو حسب الظروف ومتغيراتها، مثلما خبرنا مع صعود الإخوان سياسيا وتوليهم حكم البلاد..


حيث اتجه عديدون ممن لا ينتمون لهم، وكانوا من خصومهم ورافضيهم إلى الإقبال عليهم بل والإشادة بهم علنا وعلى رءوس الأشهاد، والتعامل معهم، وكأنهم ليسوا أصحاب جماعة متطرفة دينيا، وفاشية عملت على سلبنا هويتنا الوطنية وسعت للنيل من كيان دولتنا الوطنية.

ويبرر هؤلاء ذلك بان الإنسان يجب ألا يكون أسيرا للجمود الفكرى والسياسي، وأن يكون مستعدا لتغيير أفكاره عندما تتبين له بمرور الوقت حقائق جديدة حول الأشخاص والأحداث.. وقد يكون هذا الكلام في شكله مقبولا.. فلا يصح أن يكون الجمود سمة الإنسان، وأنه يتعين أن يكون عقله منفتحا أمام أية حقائق جديدة أو حتى أمام النظرة الجديدة للأفكار والاحداث القديمة.. ولكن ليس مقبولا أن يغير الإنسان مواقفه ورؤاه اعتمادا على بوصلة المصالح..

وبالتالى يشيد بحاكم اليوم، وعندما يذهب هذا الحاكم ينقلب ويتحول من أحد مادحيه الأساسيين إلى أحد أعدائه الإلداء ومهاجميه الأشداء.. وليس مستساغا أيضا أن يغير الإنسان مواقفه كما يغير ملابسه، خاصة في فصل الصيف.. فهذا ما يطلق عليه الإنسان المتلون كالحرباء الذي تحكمه الظروف والمتغيرات ويتماهى معها.

وهكذا هناك خيط رفيع يفصل بين الذين يغيرون أفكارهم نتيجة بحث وتفكير هداهم لذلك، وبين من يبدلون أفكارهم من أجل مصالحهم، وليس من أجل المبادئ.. رحمنا الله جميعا ورحم البعض منا من أطماعهم التي لا تتوقف.
Advertisements
الجريدة الرسمية