رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة برهامي.. وصلت!


قبل أن تجف دماء الشهداء الذين اغتالتهم يد الإرهاب منذ أيام أمام مستشفى السرطان، تفاجئنا وزارة الأوقاف بقرار صادم، أصاب ملايين المصريين بالاكتئاب والعجز عن تفسيره. 


قررت الوزارة منح تصريح خطابة لمدة شهر لـ"ياسر برهامي"، نائب رئيس الدعوة السلفية، وصاحب فتاوى تكفير المصريين، والذي أفسد عقول الآلاف الشباب الذين تحولوا إلى عجينة طرية في أيدي الارهابيين، يبيعون لهم الوهم بأنهم يدافعون عن الإسلام بقتل الأبرياء، وأن بنات الحور في انتظارهم بعد أن يفجروا أنفسهم بالأحزمة الناسفة التي تقتل عشرات المصريين.

حذرنا وحذر غيرنا من أن مواجهة الإرهاب ليست أمنية فقط، إنما هي فكرية في الأساس، وقلنا مرات عديدة إن الأفكار التي تزرعها الجماعات السلفية في العقول لا تقل خطورة عن القنابل التي يستخدمها الإرهابيون في القتل والتخريب بل ربما تكون أكثر خطورة، لأنها تتعلق بالعقائد الراسخة لدى ملايين المصريين، والتي يجيد السلفيون اللعب على أوتارها، أو تسريب أفكارهم التي تعيد البلاد للوراء.

حذرنا وحذر غيرنا من ترك المجال للسلفيين لانتشارهم في القرى والعزب المصرية.. والاستيلاء على المساجد والزوايا للترويج لأفكارهم عن الجهاد وإقامة الدولة الإسلامية.. وتكفير من يختلف معهم من المسلمين قبل المسيحيين.

يحدث ذلك بينما رئيس الدولة يعلن في اكتر من مناسبة أن قضية تجديد الفكر الإسلامي لا تحتمل التأجيل، ووزارة الأوقاف تمنح تصاريح الخطابة في المساجد لأعداء التجديد.

دستور الدولة ينص على مدنيتها.. والذين يعتلون منابر وزارة الأوقاف يدافعون عن الدولة الدينية.. ويبشرون انصارهم بان تحقيقها على أرض الواقع اقترب، وعليهم أن يواصلوا الجهاد.

تتصدى الدولة لمن يشعلون الفتن الطائفية وتمنح صاحب فتاوى التكفير الأقباط وعدم جواز تهنئته بالعيد.. و.. وغيرها من الفتاوى التي تستفز المسلمين قبل المسيحيين.. رسائل "برهامى" لأنصاره وصلت بمجرد صدور قرار الأوقاف.
الجريدة الرسمية