رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

وشتان الفارق!


الكليات العسكرية والشرطية هي فعلًا مصانع الرجال؛ لا يلتفت أبناؤها الذين يتخرجون منها لدعاوى التثبيط والإحباط واليأس ولا لمحاولات التشكيك وبث الفتن والشائعات.. وشتان الفارق بين هؤلاء الرجال الذين تعجب حين ترى خريجين في مثل أعمارهم من كليات المدنية الأخرى لكنهم يفتقدون ما يملك هؤلاء من حماسة وانضباط وعزيمة..


وشتان بين من يقدر على صنع المستقبل ومن لا تزال تنازعه الأماني ويعجز حتى عن التكيف مع الحياة التي تقسو أحيانا على الجميع.. بين من غرست فيه العسكرية والشرطية روح الانضباط وحب العلم والقدرة على مواكبة العصر.. ومن تقاذفتهم ريح السياسة وأمواج الهوى واستمالتهم بعض أحاديث النخبة الجوفاء أو الزاعقة التي لا تحسن حتى الكلام وتمارس النقد للتجريح والتطاول وتسفيه الغير، ودعاوى التغيير في الصحف والفضائيات بينما هي تتهرب أو تتكاسل عن أداء الواجبات والاستحقاقات الدستورية؛ فلا تدلي بأصواتها في صناديق الانتخابات إذا حان وقتها.

قد يقول قائل إن خريجي الكليات العسكرية والشرطية يلقون أعلى درجات الاهتمام والرعاية والتحفيز من الدولة، وهو ما يجعلهم يبيتون مطمئنين على مستقبلهم بوظيفة مضمونة لائقة قد لا تتوفر أحيانا لأقرانهم في الكليات المدنية الأخرى؛ وهذا صحيح لكن الصحيح أيضًا أنهم يبذلون أيضًا ما لا يطيقه غيرهم من جهد وعرق وتحصيل مستمر للعلم وتدريب متواصل وشاق، مستعدين للتضحية بأرواحهم في أي لحظة..

فهم إذا صح القول "مشروع شهيد" أو "شهداء تحت الطلب" بأمر من وطنهم الذي اصطفاهم ليكونوا خط دفاعه الأول، خلافًا لطلبة الجامعات والمدارس الأخرى الذين لا يكلفون أنفسهم السعي حتى لصقل مهاراتهم لكي تتناسب ومتطلبات سوق العمل، التي تشهد منافسة حامية الوطيس، بعد أن جنحت بهم منظومة التعليم التي تحاول الدولة إصلاحها جاهدة بعد أن صاروا غير مؤهلين لخوض غمار تلك السوق التي صاروا غير مؤهلين لها ولا لغيرها.

ولا عجب أن يدهش المرء أو يصدم حين يرى خريجًا جامعيًا يخطيء في قواعد الإملاء، ولا يعرف حتى أسماء محافظات بلده، فما بالنا بالإلمام بأحدث نظريات العلم والمعرفة والإحاطة بدقائق التكنولوجيا وأسرارها التي يجري كشف النقاب عنها يومًا بعد الآخر في الدول المتقدمة.
Advertisements
الجريدة الرسمية