رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

لماذا يبدو أبناؤها مختلفين عن أقرانهم؟!


لماذا لا نستلهم الروح الوثابة للعسكرية المصرية والشرطية في شئون حياتنا كلها.. لماذا يبدو أبناؤها مختلفين عن أقرانهم في الوطن الواحد.. لماذا تنجح دائمًا في إنجاز كل ما يسند إليها من أعمال أو مشروعات مهما تكن ضخامتها وتخرج مطابقةً للمواصفات في مواعيدها، وربما قبل مواعيدها المحددة سلفًا، دون إبطاء أو تراخٍ أو إهمال كما يحدث في قطاعات أخرى.


والأمثلة من حولنا كثيرة؛ ففي كل القطاعات نجد إنجازات ملموسة على الأرض.. وما من مرة تعرضت البلاد لشدة أو محنة إلا وكانت قواتنا المسلحة والشرطة ملاذًا آمنًا في الملمات والشدائد.. فإذا ما وقعت أزمة هنا أو هناك وجدناها سندًا للدولة ودرعًا للوطن وباعثًا للأمن والطمأنينة في النفوس.. ثم إنها فوق ذلك كله المدافع الأول عن إرادة الشعب وخياراته المصيرية.

مثل هذا الدور الذي تلعبه مؤسستنا العسكرية بانضباط كامل يعود - في رأيي – لأسباب عديدة في مقدمتها انتهاج الشفافية والنزاهة وسيادة القانون وإعمال قواعد المساواة والعدل وإثابة المجدّ وعقاب المخطئ والاختيار السليم لكل موقع.

وتلك ولا شك مبادئ راسخة وقواعد أساسية لتلك المؤسسة العريقة لا تحيد عنها وهو ما يخلق الإنجاز والروح المعنوية العالية التي يبدو عليها أبناؤنا خريجو الكليات العسكرية والشرطية.. الذين يتلقون أول دروسهم العملية بالخضوع لمعايير منضبطة تحكم عملية اختيارهم وقبولهم في صفوف تلك الكليات أو المعاهد بلا واسطة أو محسوبية، بل وفق شروط صحية ونفسية محكمة..

ومن هنا ندرك بوضوح لماذا يبتهج الرئيس بفرحة هؤلاء الأبناء وتغمره مشاعر الأبوة تجاههم في يوم تخرجهم، وحين يصافح أوائل الدفعات العسكرية والمدنية أيضًا، ويقوم بتكريمهم لا تفارق الابتسامة وجهه رضًا بما صنعوا، مؤمنًا بأن هؤلاء هم نواة المستقبل وذخيرته ودرع الأمة وقوتها؛ وشباب الوطن وقدوته.

ليس لأنهم على قدر عالٍ من التدريب على أحدث فنون القتال والدفاع عن النفس فحسب، ولا لأنهم قطعوا شوطا كبيرًا على طريق التدريب واللياقة البدنية والذهنية وحازوا أرقى فنون التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، بل لأنهم فوق ذلك كله آمنوا بأوطانهم وأقسموا على الولاء لها والتضحية في سبيلها، إذا ما دعاهم نفير الواجب والوطنية يقدمون أرواحهم الزكية عن طيب نفسٍ وقناعة تامة وعقيدة راسخة لا تتوفر في غيرهم، فهم يؤمنون بأن حب الوطن والموت دفاعًا عنه وأبنائه من مقتضيات الإيمان الحق. 

وهم في ذلك مضرب الأمثال، فربما لا نعرف مثلًا أو نرى في جيوش أخرى؛ أن جنديًا ألقى بنفسه في أحضان الموت ونال الشهادة حين تصدى لإرهابيين لمنعهم من استهداف أفراد كتيبته إلا في مصر.. ولا سمعنا عن ضباط طلبوا الشهادة ونالوها إلا في مصر؛ مصر التي جعل الله أهلها في رباط إلى يوم الدين..مصر التي جعل الله جيشها خير أجناد الأرض.
Advertisements
الجريدة الرسمية