رئيس التحرير
عصام كامل

عيب!


عندما احترقت كنيسة "نوتردام" في باريس، وبدون دعوة من أحد تبارى كثيرون للتبرع من أجل إعادة بنائها مجددا، وفى غضون بضعة أيام قليلة تم جمع تبرعات تفوق المليار يورو، رغم أن الكنيسة لم تحترق بسبب عمل إرهابى، ورغم أيضا أن فرنسا من الدول التي لديها ضرائب كبيرة مفروضة على المواطنين..


أما عندنا عندما تعرض معهد يعالج مرضى السرطان الفقراء بعد تفجير إرهابي، فإن كل ما تم جمعه من تبرعات تجاوز قليلا مائة مليون جنيه، ولم يتقدم من يومها متبرع جديد، رغم أن لدينا أغنياء كثيرين، ولدينا من يتقاضون رواتب بملايين الجنيهات سنويا، مثلما هو حادث في قطاعات الاتصالات والبنوك والبترول والرياضة، والفن بل والإعلام!.. ولدينا أيضا رجال أعمال القليل منهم فقط الذي له أنشطة أو أعمال خيرية.

وحدث ذلك رغم أننا نتباهى بأننا متدينون وأكثر تمسكا بالدِّين من غيرنا من أهل الفرنجة، مثل فرنسا، بينما كل الأديان السماوية تعلمنا أن ما بين أيدينا من مال، كثر وأقل، هو مال الله، وعلينا ألا نبخل به على من يحتاج مساعدتنا ومعونتنا.. كما أن لدينا عشرات آلاف من الجمعيات الأهلية التي يحلو لأصحابها ومؤسسيها أن يُسموها جمعيات خيرية، أي أنها تنشط في مجال الخير..

ومع ذلك فإن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في ازدياد متواصل منذ عقدين من الزمان، حتى بلغت قرابة ثلث عدد المواطنين!
أليس ذلك عيب كبير يلحق بِنَا جميعا، وينبهنا إلى أن هناك شيئا خطأ في مجتمعنا يجب أن نسارع بعلاجه، لنحقق التكافل المجتمعى الحقيقى؟!
الجريدة الرسمية