رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية مخطوط.. قصة طبع المصاحف العثمانية في مصر

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"بظهور المطبعة في القرن الخامس عشر الميلادي، وانتقالها إلى العالم الإسلامي في القرن الثامن عشر، حدثت نهضة في طباعة المصاحف الشريفة ورواجها وتيسيرها للتعليم والدراسة والحفظ والتدبر".


جاء ذلك في كتاب "المخطوطات.. نفائس وحكايات" للكاتب صلاح حسن رشيد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والذي حكى خلاله قصة طبع مخطوطات المصاحف العثمانية في مصر.

ويقول رشيد في كتابه: إن المطابع الحديثة لم تراع في طبعتها للقرآن الكريم أن يكون على قواعد الرسم العثماني التي كتب عليها في عهد عثمان بن عفان، حتى وصول الشيخ رضوان بن محمد المشهور بـ"المخللاتي"، والذي عنى بكتابة مصحف بالرسم العثماني.

كما عنى فيه أيضا ببيان عدد آيات كل سورة أولها، كذلك بين أماكن الوقوف، ووضع على كل موضع منها العلامة الدالة على نوع الوقف، وأصبح هذا المصحف هو المتداول بين أهل العلم وعلماء القراءات والمعول عليه عندهم، وكان يطلق عليه مصحف المخللاتي.

ووجهت مشيخة الأزهر غايتها إلى المصحف فأمرت بتكوين لجنة من أساطين العلم، ونوابغ الأدب، وضمت اللجنة: "الشيخ الحداد شيخ المقارئ المصرية سابقًا، وحنفي ناصف، مصطفى عناني، وأحمد الإسكندري"، فاضطلعت اللجنة بالمهمة وقامت بما أسند إليها، وكتبت القرآن كله على حسب قواعد الرسم العثماني وضبطته على ما وافق رواية حفص بن سليمان الكوفي، أحد رواة قراءة عاصم بن أبي النجود، وبينت في ترجمة كل سورة عدد آياتها، وأنها مكية أو مدنية، وأنها نزلت بعد سورة كذا، ووضعت أمام كل آية رقمها الخاص بها، كما وضعت علامات للوقوف والأجزاء والأحزاب والأرباع والسجدات والسكتات.

حكاية مخطوط.. "الرحلة العياشية" كيف كان الحج من المغرب إلى الحجاز مرورًا بالقاهرة؟!

وعلى الرغم من ما أنجزته اللجنة من عمل خرج في صورة كريمة، إلا أنه لوحظ على طبعة المصحف الأولى بضع هفوات في الرسم والضبط وترجمات السور.

لذا قررت دار الكتب المصرية آنذاك إعادة طبعة بعد نفاذ نسخ الطبعة الأولى، حيث قرر شيخ الجامع الأزهر آنذاك تكوين لجنة برئاسة الشيخ عبد الفتاح القاضي وتحت إشراف مشيخة الأزهر، فقاموا بمراجعة المصطف على أمهات كتب القراءات والرسم والضبط والتفسير وعلوم القرآن الكريم، وأصلحوا مافيه من بعض المآخذ، وصدر في طبعة ثانية محققة وقبلتها الأمة بقبول حسن.
الجريدة الرسمية