رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية مخطوط.. "الرحلة العياشية" كيف كان الحج من المغرب إلى الحجاز مرورًا بالقاهرة؟!

الحج
الحج

كثير من المخطوطات والوثائق القديمة التي تناولت مسيرة الحج قديما في الألفية الأولى بعد الهجرة النبوية، إلا أن أشهرها وأندرها كان مخطوط "الرحلة العياشية" للإمام الرحالة أبو سالم العياشي من المغرب، والذي أقام ثلاث رحلات إلى المشرق للحج.


ويوجد المخطوط في مكتبة البلدية في الإسكندرية في مصر تحت رقم (3437ج) في جزءين وبخط مغربي جميل، وهناك نسخة منه في مكتبة إسطنبول برقم (2415).

ويذكر كتاب "المخطوطات نفائس وحكايات" للكاتب صلاح حسن رشيد، الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن مخطوط "الرحلة العياشية" يعد من أجمل المخطوطات عن مكة والمدينة وحواضرها وبواديها، وقد كانت رحلة العياشي الأولى المشرقية الحجازية عام 1059 هجريا، والثانية عام 1064 هجريًا، والثالثة في 1072 هجريًا، وسمى رحلته الثانية باسم "ماء الوائد".

وتشير المخطوطة إلى فطنة العياشي ووصفه الدقيق لبلاد الجزائر وتونس وليبيا والقاهرة وغزة والقدس، وصولا إلى بلاد الحجاز ومكة المكرمة والمدينة المنورة، وحديثه عن المتشابهات بين سكان هذه البقاع في العادات والتقاليد والأعراف.

مخطوطة نادرة لسيرة على الزيبق
وتؤكد المخطوطة أن العياشي عني بتسجيل أخبار قافلة الحج المغربي، وقافلة الحج المصري، وتطرق إلى الإشارة لتقابل المحمل المغربي مع غيره من محامل الحج الجزائري والتونسي والليبي والمصري، وكيف كان هذا التقابل يعطيك المحمل الفرصة للوقوف على معالم الحياة في المحامل الأخرى والأخذ منها أو انتقادها والدخول في جدل حولها.

كما تصف المخطوطة الاحتفال الشعبي بخروج المحمل المصري من القاهرة ومحطاته في سيناء، وما وقع من أحداث للحجاج المصريين والمغاربة، حيث يقول العياشي عن شهود المحمل المصري، ونقل كسوته: "وبعد هذا الإشهاد، تنقل الكسوة إلى قراميدان، حيث مصطبة المحمل لتسلم لأمير الحج مع المحمل، وذلك في احتفال عظيم، وهو نفسه الاحتفال الذي يتم في تسليم المحمل بالكامل".

وعن أحوال الحجاج المغاربة عندما يمرون بالقاهرة، يقول العياشي: "وكان عندما يحين وقت الرحيل في السابع والعشرين من شوال، ينزل الحجاج المغاربة في بركة الحاج، محل رحيل الحج المصري، وقد يرحل بعضهم مع الحجاج المصريين في اليوم المذكور نفسه".
الجريدة الرسمية