رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

"صلاح" أحرجهم !


بإعلان رئيس جامعة القاهرة تأكد تبرع اللعب "محمد صلاح" بنحو ثلاثة ملايين دولار لصالح معهد الأورام الذي تضرر بتفجير سيارة مفخخة أمامه، سواء كان التبرع نقديا أو في شكل أجهزة يحتاجها المعهد الذي يعد ملاذ مرضى السرطان الفقراء في مصر، هذا المرض المكلف جدا علاجه.


وهكذا تبرع "صلاح" وحده بأكثر من نصف ما يحتاج إليه المعهد.. وذلك تبرع ضخم وكبير لأنه يدفعه من جيبه الخاص، وليس من حسابات شركة أو مؤسسة.. وبذلك أحرج "صلاح" كثيرين من الذين يقدرون على التبرع ببعض الأموال وتقاعسوا عن ذلك.. أحرج بقية لاعبى كرة القدم الذين تبلغ عقودهم ملايين الجنيهات الذين لم يبادر واحد منهم بالتبرع ولو بجنيه واحد! 

وأحرج الفنانين الذين تضاعفت أجورهم عدة مرات وبخلوا عن مساعدة مرضى السرطان الفقراء.. وأحرج أيضا رجال أعمال عملوا أنفسهم من بنها، ولم يسهموا بأي قدر من المال ولو قليل في إعادة تأهيل أهم معهد لعلاج السرطان.. وأحرج أيضا الإعلاميين الذين يتقاضون سنويا دخولا فلكية واكتفوا إما بالدعوة للتبرع وإما الدعوة لإعداد هاشتاج للتنديد بالإرهاب والإرهابيين.

باختصار "صلاح" أحرج كل الذين تقاعسوا عن مساعدة مرضى السرطان الفقراء، رغم أنه في مقدورهم مد يد المساعدة لهم ولو بالقليل.. لكن هؤلاء للأسف الشديد أصحاب جلد سميك.. أي إنهم لا يبالون بشيء ولا يهمهم سوى مراكمة المزيد من الأموال، بشتى الطرق!

ولعلنا نتذكر كيف سارع فنان كبير لنفى خبر تردد يقول أنه تبرع بنحو مليون جنيه، مدعيا أنه لا يملك مثل هذا المبلغ، رغم أنه كان قبلها بأيام قد أبرم تعاقدا بأضعاف هذا المبلغ مقابل عمل فني جديد له وهذا ما فعله كثيرون مؤخرا حينما صموا آذانهم على دعوات التبرع لإعادة تأهيل معهد السرطان بعد الحادث الإرهابى الذي طاله.

شكرًا يا "صلاح".. وجزاك الله كل خير.. فأنت ترجمت عمليا لمن لا يفقهون كيف يتحقق التماسك الوطنى في مواجهة الاٍرهاب.. أما الذين بخلوا عن مساعدة مرضى السرطان الفقراء فتبا لكم.
Advertisements
الجريدة الرسمية