رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

نصيحة غالية!


بعد هزيمة يونيو ٦٧ أعاد "عبدالناصر" تشكيل الحكومة برئاسته، لأنه رأى أن النظام، كما قال، قد سقط يوم ٩ يونيو، وأن البلاد تحتاج لبداية جديدة، وقد شهدت اجتماعات مجلس الوزراء تحت رئاسته اعترافات شديدة الصراحة. 


وفى أحد هذه الاجتماعات قال: "لقد ثبت أن فشلنا راجع إلى أننا مجتمع مغلق، وأرى أنه لا بد من وجود معارضة منظمة للحكومة، معارضة ليست فردية، وإذا استمر نظام الحكم على هذه الوتيرة فسوف يؤدى إلى عواقب وخيمة، شأنها شأن ما يقع في دول أمريكا اللاتينية. 

إذن لا بد من تأمين البلد بعد أن تحولت الدولة إلى إمارات مستقلة.. وأقول وداعا لنظام الشلل والنظام المقفول الذي لا يؤمن البلاد من أخطار المغامرات.. فقد ثبت لى بما لا يقبل الشك فشل تجربة تعلق النظام بشخص واحد، وآن لنا أن ننشئ نظاما يجعل كل إنسان من الكبير إلى الصغير يخشى المحاسبة. 

هناك أخطاء ارتكبها بعضكم أجازها النظام المقفول.. ولذلك لا مفر عن وجود معارضة حقيقية تتصيد الأخطاء لكم، فلا أنا ولا مجلس الأمة ولا ديوان المحاسبة بوسعه تصيد أخطائكم".

وهكذا أدرك "عبدالناصر" بعد أن تعرضنا لهزيمة قاسية أن البلاد تحتاج لتغيير حقيقى شامل، حتى تستطيع أن تنهض مجددا، وتعيد بناء قواتها المسلحة، وتقوم بتعبئة كل طاقتها استعدادا لحرب تحرير الأرض التي احتلت واستعادة الكرامة التي طعنت أو إزالة كل آثار العدوان.. ولم يكن هذا كلاما عابرا، لأن "عبدالناصر" ردده في عدة جلسات لمجلس الوزراء، كما تكشف ذلك محاضر اجتماعاته، وإنما عكس قناعة كبيرة تكونت لديه من تجربة حكم امتدت لنحو ثلاثة عشر عاما منذ عام ٥٤ حتى عام ٦٧..

إلا أن القدر لم يمهل "عبدالناصر" تنفيذ تلك القناعة.. ويعلل ذلك "ثروت عكاشة"، بأن "ناصر" منح كل وقته لإعادة بناء القوات المسلحة لتكون قادرة على خوض حرب العبور.. وقد تذكرت هذا كله الذي كتبت عنه من قبل، عندما سمعت الرئيس السيسي يقول في مؤتمر الشباب: اتركوا الأحزاب تتكلم، وذلك بعد أن قاطعت المذيعة أحد شباب الأحزاب، وهو لم يكمل كلامه بعد.
Advertisements
الجريدة الرسمية