رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

فن إدارة الفشل!


فور إطلاق الحكم صفارته معلنا انتهاء مباراة الجزائر والسنغال في نهائي كأس الأمم الأفريقية، انطلق لاعبو الجزائر إلى جماهيرهم في إستاد القاهرة للاحتفال معهم بالفوز بالبطولة، جميع الأنظار اتجهت إليهم وتابعت هذا المشهد، ولكن كان هناك مشهد آخر أهم وعبقري لم يلحظه الكثيرون ولم يهتموا به، وهو ما فعله "إليو سيسيه" المدرب السنغالي. 


حيث جمع حوله لاعبيه في منتصف الملعب، وظل يتحدث معهم وقتا طويلا، طبعا لم نسمع ماذا قال لهم، لكن نتوقع ما قاله لهم، مؤكد أنه كان يشيد بأدائهم الرجولي طوال البطولة، وخفف عنهم آثار الهزيمة والفشل في المباراة النهائية التي كانوا يستحقون الفوز فيها.

"سيسيه" المدرب الشاب اتوقع أيضا أنه أكد للاعبيه أنهم سوف يفوزون بالبطولة القادمة، بهذا المستوى سيصلون إلى نهائيات كأس العالم القادمة، ويحققون فيها نتائج طيبة، ثم قام مع لاعبيه بتحية جماهيرهم في الإستاد، ما فعله المدرب السنغالي هو "فن إدارة الفشل".

نعم، "فن إدارة الفشل".. ولا تتعجب عزيزي القارئ من التعبير لأنه حتى لحظة الفشل تحتاج إلى حسن إدارة تحولها إلى نجاح، وعلماء الإدارة يقولون عن ذلك" أنه يجب أن يتعلم الإنسان من تجاربه الفاشلة أكثر من الناجحة، وعدم الاستسلام هو المفتاح لتطوير عقلية النجاح، الفشل سوف يكون الدافع للسير في الاتجاه الصحيح، ولكن بشرط التعلم من تجاربنا وتفادى الأخطاء السابقة مع الاستمرار في المحاولات حتى تحقيق النجاح، ويجب أن ندرك أن الفشل هو جزء لا يتجزأ من الطريق الذي يؤدي إلى النجاح".


ويقولون أيضا إنه ليس هناك مؤسسة ناجحة وأخرى فاشلة ولكن هناك إدارة ناجحة وأخرى فاشلة، بدليل أن نفس النشاط يصبح ناجحا وفاشلا في وقت واحد، ولكن بإدارة مختلفة، فمثلا مصانع الحديد والصلب تجدها خاسرة وفاشلة في القطاع العام ولكنها ناجحة ومتميزة في القطاع الخاص.

أظن أننا لم نحسن إدارة الفشل مع منتخبنا بعد نتائجه المخزية في كأس العالم الماضية، وبالتالي لم يستعد جيدا للبطولة الحالية، ولذلك كانت نتيجة خروجنا منها طبيعة، ثم تكرر نفس الخطأ، ولم نحسن الآن فن إدارة الفشل، الأمر الذي ربما ينعكس على نتائجه في البطولة القادمة، وأيضا تصفيات كأس العالم، وهذا عكس ما فعله تماما المدرب الشاب السنغالي الذكي في الملعب بالقاهرة، ثم الاستقبال الأسطوري للفريق بعد عودته للسنغال.

ما ينطبق على الرياضة من الممكن تطبيقه على مؤسسات أخرى كثيرة في الدولة تحتاج إلى حسن إدارة فشلها، حتى يتحول إلى نجاح ويتوقف نزيف خسائرها ثم تحقق أرباحا، التخطيط والإدارة الجيدة حتى في لحظة الفشل حتما سوف ينتهي إلى نتائج جيدة، ولكن الإدارة بنظام رد الفعل والمناسبات واليوم بيومه يحقق نتائج سيئة أو نجاح عشوائي مؤقت، وما يحدث في كرة القدم خير مثال، والله الموفق والمستعان.
egypt1967@Yahoo.com
Advertisements
الجريدة الرسمية