رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

حتى تتحقق حياة كريمة!


إعلان الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، البدء في تنفيذ مبادرة رئيس الجمهورية (حياة كريمة) في نحو ألف قرية، هو إعلان مهم ولكنه إعلان لا يكفي!


هو إعلان مهم لأننا منذ خمسة عشر عاما مضت رصدنا القرى الأكثر فقرا لدينا، وحددنا بالأسماء ألف قرية معظمها تقع في الصعيد، خاصة المحافظات الأكثر فقرا، وهي سوهاج وأسيوط وقنا والمنيا.. لكننا وضعنا خططا للبدء في عشرة قرى فقط، وزادت فيما بعد إلى نحو ثلاثين قرية.. وكانت أعمالنا في بعضها ذات صبغة إعلامية أكثر منها حقيقية..

أي لم ننتشل هذه القرى الأشد فقرا من فقرها، ولم نحقق بالفعل الحياة الكريمة لأهلها.. واليوم يقرر رئيس الوزراء أن يبدأ العمل في كل القرى الأكثر فقرا.. أي كل القرى الألف.. وهذا سيكون إذا تحقق إنجازا كبيرا وضخما في استهداف الفقر والنهوض بالفقراء في بلادنا، وبالتالي سيترتب عليه تخفيض نسبة من يعيشون تحت خط الفقر في بلادنا، وهي النسبة التي تزيد سنويا.

لكن الخطوات التنفيذية التي أعلن عنها رئيس الوزراء لا تكفي لتحقيق هذه المبادرة الكبيرة والضخمة، لأنها تقتصر على تشكيل وحدة داخل كل محافظة تشرف على تنفيذ مشروعات مبادرة حياة كريمة وتبحث توفير التمويل اللازم لها.. فهذا يكفي كبداية فقط..

لكن بعد البداية يتعين الإتيان بالكثير من الأعمال، مثل تخصيص موازنة خاصة داخل موازنة الدولة، وتكون مناسبة لتنفيذ مشروعات ضرورية للنهـوض بهذه القرى، ومثل توجيه كل الوزارات لتنخرط في الاشتراك في مشروعات تلك المبادرة، ومثل حث وتوجيه القطاع الخاص المصري ورجال الأعمال في مصر على المساهمة في مشروعات المبادرة، وأيضًا مثل التنسيق مع منظمات المجتمع المدني في تحقيق ذلك.

إن مبادرة حياة كريمة هي مبادرة دولة.. أي مبادرة شاملة يجب أن تشارك فيها كل مكونات الدولة من الحكومة والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني.. وهذا لا يكفى لتحقيقه فقط أن تكون الوحدات الخاصة التي تشرف على تحقيق هذه المبادرة على اتصال مع رئيس الوزراء، لأننا نتحدث عن ألف قرية، أي ربع القرى المصرية تقريبا.
Advertisements
الجريدة الرسمية