رئيس التحرير
عصام كامل

بيان لا يكفى لمواجهة أردوغان!


حسنا أن سارع وزير الخارجية سامح شكرى بإصدار بيان يتسم بالقوة والحزم للرد على تلك الحملة التي يقودها الرئيس التركى "أردوغان" ضد مصر، بعد وفاة "محمد مرسي" والتي تمت أمام زملاءه ومحاميه، خاصة وان هذه الحملة تجاوزت في حدتها حملاته السابقة ضدنا منذ أن أطحنا بحكم الإخوان الفاشى والمستبد..


لكن هذا البيان لا يكفى للرد على تلك الحملات التركية المتصاعدة ضدنا، مثلما لا يكفى أن نرد عليه في صحافتنا وإعلامنا الداخلي، نحن نحتاج أن نعد ردا مخططا وممنهجا ومؤلما لأردوغان هذه المرة، خاصة وان مكانة مصر العالمية الآن أقوى كثيرا جدا مما كانت عليه قبل ستة أعوام مضت.

في البدء لابد أن نحشد دعما ومساندة عربية واضحة وفاعلة لنا ضد هذا التدخل التركى المرفوض في امورنا الداخلية، خاصة وأن بعض الدول العربية التي كانت تراهن من قبل على علاقة طيبة وخاصة مع تركيا أردوغان اكتشفت أنها كانت واهمة.. وهنا لا بد ولأن نسمع صوت الجامعة العربية واضحا وعاليا ضد "أردوغان" مثلما نسمعه ضد السياسات العدائية لإيران في منطقتنا العربية.

كما يتعين أن نستثمر علاقتنا مع روسيا التي احتاجت أن تبنى علاقة مع أردوغان لتنفيذ سياساتها في روسيا، حتى تفهم تركيا أن روسيا لا تقبل تدخله في شؤوننا الداخلية.. وذات الأمر يجب أن نفعله مع أمريكا التي أزعجها شراء أردوغان منظومة صواريخ حديثة من روسيا، رغم أن تركيا عضو في حلف الناتو.. كذلك يجب أن نفعل ذات الشىء مع عدد من العواصم الأوروبية التي صارت لنا علاقات تفاهم طيبة وقوية معها، في العديد من الملفات الإقليمية.

أما بالنسبة لنا فنحن يتعين علينا أن نوجه شركات السياحة المصرية بشكل حازم أن تتوقف عن تنظيم رحلات سياحية للمصريين إلى المدن التركية، وأن نتصدى بحزم أكبر لعمليات تهريب سلع تركية للأسواق المصرية.. أن ذلك لن يفيدنا فقط اقتصاديا، وإنما سوف يبعث برسالة إلى "أردوغان" أننا قادرون على الرد المؤلم عليه، في ظل المشكلات الاقتصادية التي تراكمت عليه، وزيادة نفوذ المعارضة الداخلية.

باختصار، الكلام حتى ولو كان قويا شجاعا وحده لا يكفى لردع "أردوغان"، وحماية أنفسنا من شره.
الجريدة الرسمية