رئيس التحرير
عصام كامل

الإنتاج.. أفضل عقاب لأردوغان!!


الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" يتطاول دائما على مصر بمناسبة وبدون مناسبة، منذ أن قضت ثورة 30 يونيو على أطماعه الاستعمارية في المنطقة والمجد الذي كان ينتظره إذا استمر الإخوان في حكم مصر، وكلما تطاول "أردوغان" كان هناك رد الفعل شديد عليه من إعلامنا، وأيضا بيانات شجب وإدانة من وزارة الخارجية، ومن وجهة نظري المتواضعة أن هذا لا يكفي، بدليل أننا نفعله من 6 سنوات ولم يرتدع "أردوغان" بل يزيد ويصعد من تطاوله ووقاحته.


ولذلك يجب تغيير استراتيجية الرد عليه، ويكون ذلك بالعمل وليس بالكلام، إذا كيف يمكن معاقبة الرئيس التركي؟ الإجابة في كلمة واحدة بالإنتاج!!!! كيف؟

تعالوا نتكلم بالعقل والهدوء ونحلل المشكلة ونضع الحلول حتى نحقق هدفنا من أجل مصلحة بلدنا، وبعيدا عن صراخ الفضائيات والبيانات الإعلامية والحزبية التي لا يتجاوز تأثيرها محيط مقراتها وضررها أحيانا أكبر من نفعها.

الميزان التجاري بين مصر وتركيا لصالح الأخيرة بأرقام مفزعة، ونحن من أكبر المستوردين للبضائع التركية التي تغزو المحال الصغيرة والمولات الكبيرة، وحتى الأدوية والأجهزة الطبية، وكذلك اطارات السيارات والصناعات الجلدية، فالسلع التركية تتمتع بجودة عالية وأسعار منخفضة.

لو أننا حقا نريد عقاب الرئيس التركي فلنحصر كل المنتجات التي نستوردها من بلده، ثم ننشئ مصانع لإنتاجها في بلدنا، وهذا يحقق لنا فوائد كثيرة، منها زيادة الإنتاج وتخفيض الأسعار، وتشغيل الشباب وحل مشكلات البطالة، وتقليل الاستيراد والحد من استنزاف الاحتياطي النقدي الأجنبي، وزيادة التصدير وجلب العملة الصعبة ورفع مستوى معيشة المواطنين.

السؤال الأهم هل صعب تحقيق ذلك؟

الاجابة ليست هناك صعوبة لأننا فعلا نحققه حاليا، ولكن على نطاق ضيق، فلدينا إنتاج متميز للقطاع الخاص في صناعات كثيرة.

أتصور لو أننا نستورد 100 سلعة استراتيجية في كل المجالات سواء من تركيا أو من أي دولة أخرى فيجب علينا البحث عن 500 مستثمر جاد ومنحهم أراضي مجانا ونقدم لهم كافة أشكال الدعم لإنتاج هذه السلع في بلدنا.

البعض طالب بمقاطعة المنتجات التركية وهذا ليس حلا، فالتاجر يسعى لمصلحته، والبضائع التركية تحقق له أرباحا كثيرة بسبب جودتها، والمستهلك يفضلها لأسعارها المناسبة، كما أن سلاح المقاطعة لم يكن مفيدا في السابق، وليس منطقيا أن نظل طوال حياتنا دولة مستهلكة وتستورد معظم احتياجاتها من تركيا وغيرها.

صراخ الفضائيات وبيانات الشجب والإدانة والمقاطعة لم تفلح مع إسرائيل ولا أمريكا، ولن تجعل الشعب التركي ينقلب على رئيسه الذي حقق له نهضة اقتصادية لم يكن يحلم بها.

أما الإنتاج هو الذي يتسبب في إغلاق المصانع التركية ويشرد عمالها ويسقط أردوغان وحكومته، فالإنتاج ثم الإنتاج ثم الإنتاج هو الحل لعقاب كل من يتطاول علينا.

ختاما ونحن طلاب بالجامعة كنا نتظاهر يوميا ضد إسرائيل ونحرق أعلامها (التي نستوردها)، وكانت إسرائيل تسير في طريقها تتقدم وتبني وتتوسع فأصبحت الفجوة بينها وبين العرب آلاف السنين. 

أتمنى تغيير إستراتيجية تعاملنا مع أعدائنا بالعمل والإنتاج، واللهم احفظ مصر.
egypt1967@Yahoo.com
الجريدة الرسمية