رئيس التحرير
عصام كامل

رحم الله "هتلر" !


هذا العنوان لست صاحبه، وإنما استعرته من مواقع التواصل الاجتماعى لصديق، لأننى وجدته معبرا بدقة عن حالة التعاطف الغريبة للدكتور "محمد مرسي" الذي وافته المنية أمس، التي انتابت بعض من ينتمون إلى نخبتنا السياسية والثقافية والفنية أيضا..


رغم أن الرجل هو واحد من قادة جماعة فاشية صنعت لنا تطرفا دينيا نعانى منه حتى الآن، وأفرخت لنا العديد من جماعات وتنظيمات العنف والإرهاب، وكادت تقضى على كيان دولتنا الوطنية، وطوال السنة التي حكمت فيها مصر بالتحايل منها والتخاذل من غيرها، سعت لسلبنا هويتنا الوطنية، وأخونة مجتمعنا، ومارست علنا عنفا واسعا ضد المصريين، كما سبق أن مارسته من قبل على مدى عمرها الذي تجاوز التسعين عاما.

نعم، لا شماتة في الموت، حتى وإن كان المتوفى، وجماعته هم أكبر الشامتين في شهدائنا الذين سقطوا ومازالوا سواء بأيدي أعضاء هذه الجماعة أو بأيدي حلفائهم من أعضاء الجماعات الإرهابية الأخرى.. لكن الامتناع عن الشماتة شيء وذلك التعاطف الفج والسافر من قبل البعض لـ"مرسي" وجماعته بعد وفاته أمر آخر مثير للاستفزاز، ويدل على ما حذرنا منه كثيرا، وهو اختفاء الحد الادنىً من الوعى الوطنى السليم والصحيح.

أن التعاطف مع "مرسي" بعد وفاته لا يختلف في جوهره مع أي فاشى ونازى.. أي لا يختلف عن التعاطف مع "هتلر" بعد موته، و"موسلينى" أيضا بعد موته.. بل إن "مرسي" جاء مثل "هتلر" عبر صندوق الانتخابات، بغض النظر عما حدث في الطريق إلى هذا الصندوق، ثم بعد الوصول إليه.. ولذلك لا يختلف الترحم على "مرسي" عن الترحم عن "هتلر"!

أفيقوا أيها الغافلون.. وتنبهوا أنكم ترتكبون جريمة كبيرة في حق الوطن، فأنتم تمارسون مجددا عملية تضليل جديدة للمصريين، لا تختلف عما قمتم به عام ٢٠١٢، مستغلين طيبة الكثير منهم.. أنكم لا تختلفون في حقيقة الأمر عن الإخوان الذين يستثمرون سياسيا الآن وفاة "مرسي" التي تمت في قاعة محاكمته وأمام زملائه الذين يشاركونه اتهاما بشعا.. أنكم تدعون أنكم من دعاة الديمقراطية والحريّة ولكنكم مصرون على أن تجلبوا لنا الفاشية الدينية مجددا.

الجريدة الرسمية