رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أزمة تتفاقم (٣)


الإدارة علم، غير أن إدارة مؤسسة أو منشأة صحفية تحتاج مع العلم الفن أيضا.. فهى إدارة لأدوات إنتاج يحتاج استخدامها لإبداع، وإدارة لبشر متنوعين وموزعين ما بين عمال مطابع، وإداريين وكذلك صحفيون. 


ولذلك هي إدارة تختلف عن إدارة أي مصنع أو مزرعة أو منشأة تجارية.. بل لعلها أصعب وتحتاج لكثير من الحنكة والمهارة والعدالة والموضوعية ومعها الكثير من المهنية.

وأى مراقب أو متابع لما تشهده صحافتنا سوف يصدمه افتقاد الأغلب الأعم من منشآتها ومؤسساتها، خاصة القومية، لهذه الصفات الضرورية في إدارتها.. أو سوف يصدمه بصراحة أن الفهلوة في الإدارة حلت محل العلم والفن، وأن العشوائية في اتخاذ القرارات وفى الأعمال هي السائدة للأسف الشديد. 

لذلك صار عاديا أن تكتفى الكثير من الإدارات بمد اليد لطلب المزيد من الدعم المالى من الحكومة، وعدم القيام بأى جهد ولو نذير لتوفير بعض الموارد الذاتية، حتى بلغ ما حصلت عليه صحافتنا القومية من أمول أرقاما خيالية ومخيفة تقدر الآن بالمليارات وليس بالملايين سنويا.

والسبب الرئيسى لذلك هو التغاضي عما هو ضرورى وجوده فيمن يتولون إدارة مؤسساتنا ومنشآتنا الصحفية، والاكتفاء فقط بشرط واحد فقط هو الاستعداد للطاعة.. طاعة الأوامر والتعليمات والتوجيهات، متجاهلين أن ذلك لا يوفر لنا إدارات جيدة وتتسم بالكفاءة لصحافتنا، خاصة القومية، وإنما يسهم في تردى أوضاعها وتفاقم أزمتها.

لا اعتراض على اختيار الموالين لإدارة الصحافة، ولكن لماذا لا نحرص على أن يكونوا اكفاء وقادرين بالفعل على القيام بالمهام المطلوبة منهم.

وإذا كنّا جادين في إصلاح أوضاع صحافتنا، خاصة القومية منها، فلابد أن نغير أسلوبنا ومنهجنا وطريقتنا في اختيار من يتولون إدارتها، حتى لا نحرث في مياه البحر، اما إذا استمر منهجنا هذا فإن الأزمة التي تمسك بخناق صحافتنا سوف تتفاقم أكثر. 

وسوف نظل جميعا، صحفيين وعاملين ومسؤولين ومواطنين عاديين، نشكو من تراجع صحافتنا وعدم قيامها بدورها في استنهاض مجتمعنا وتنوير مواطنيه، وحشدهم لتحقيق التماسك الوطنى الضروري لنا في الحرپ الضارية ألتى نخوضها ضد الاٍرهاب، ومن أجل البناء.
Advertisements
الجريدة الرسمية