رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

روح القطيع!


ما حدث خلال اليومين السابقين ينذرنا بأن هناك بيننا من صاروا مثل القطيع.. قابلين للتوجيه من قبل منصات وكتائب إلكترونية.. مستسلمين للأسف لهذا التوجيه الذي يتم بحرفية وجهد وعمل منظم ومخطط.. فإن من ينخرطون في طوابير القطيع لا يمنحون أنفسهم أية فرصة لتدبر الأمر والتحقق مما يسمعون ويشاهدون، والتأكد من صدقه وصحته أو كذبه وعدم سلامته.. إنهم ينساقون وراء من يقومون بتوجيههم ودفعهم لتصديق الأكاذيب.


فبعد أن أعلن مفتى الديار المصرية مساء يوم الإثنين الماضى أن يوم الثلاثاء هو المتمم لشهر رمضان وأن يوم الأربعاء هو أول أيام شهر شوال وعيد الفطر، انساق البعض منا وراء منظمة حملات إلكترونية ممنهجة تشكك في قرار المفتى.. تارة استنادا إلى أن دول عربية شقيقة سارعت لإعلان الثلاثاء يوما لعيد الفطر.. وتارة أخرى ادعاء بأن مفتى مصر سار وراء المملكة العربية في إعلانه، بعد أن أذيعت أنباء شبه تليفزيونية بأنه تعذر رؤية هلال شهر شوال في السعودية، رغم أن إعلان مفتى مصر جاء بعد أن أعلنت السعودية رسميا أن العيد يوم الثلاثاء!

وعلى إثر ذلك نظمت حملات هجوم ليس فقط لمفتى البلاد، وإنما لإدارتها أيضا.. ولم يفق الذين انساقوا وراء منظمة هذه الحملات بعد أن تواترت أنباء جديدة تؤكد أن العديد من الدول العربية الشقيقة أخطأت في رصد هلال شهر شوال.. لذلك كان لافتا للانتباه أن يؤم المفتى المصلين الذين تقدمهم رئيس الجمهورية في صلاة العيد.

أما يوم أمس الأربعاء فقد انساق البعض منا إلى ترديد أكاذيب بالصوت والصورة، حول العمل الإرهابي الذي استهدف أحد أكمنة الشرطة في العريش أثناء صلاة العيد، رغم أن الكذب فيها كان فجًّا وصارخا، مثل التسجيل الصوتى المفبرك الخاص بالضابط الشهيد الذي يتهم نفسه فيه بارتكاب أخطاء في حياته ويطلب الدعاء ليصبح الله عنه..

أو مثل أيضا الفيلم القديم الخاص بعملية إرهابية قديمة الذي تم بثه وتم الادعاء أنه خاص بالعملية الإرهابية فجر يوم العيد، فضلا عن المبالغة في عدد الشهداء، وتجاهل الإشارة إلى سقوط قتلى في صفوف الإرهابيين الذين هاجموا الكمين..

والذي يدعو للأسف أن من بين من انساقوا وراء هذا التوجيه الإلكتروني الذي تخفى وراء صفحات على فيس بوك تتخفى باسم أهالي شمال سيناء، كان هناك صحفيون وإعلاميون، المفروض أن من بديهيات مهنتهم التحقق والتأكد من المعلومات التي يسمعونها ويقرأونها.

لكنها روح القطيع التي تسيطر على البعض منا، والتي لم تجد علاجا لها حتى الآن، حتى في مجال الصحافة والإعلام.
Advertisements
الجريدة الرسمية