رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

ذهب السكوت!


السكوت ليس دوما من ذهب!.. بل يكون أحيانا من صفيح، بل ويضر أيضا!
نعم، هناك مدرسة يرى أصحابها ومن ينتمون لها، خاصة من المسؤولين، أن الكلام في أي موضوع يستدعي كلاما آخر أكبر، وبالتالي يتسع الموضوع ويكبر، بينما تجاهله يجعل الموضوع المثار يموت وينتهى في وقت سريع وقصير، ولا يثير ضجة حوله..


لكن هذه المدرسة في ظل حال عالمنا الآن الذي صار أصغر من القرية الكونية ولم يعد من الممكن إخفاء أمر فيه، لم تعد مفيدة أو مجدية، بل على العكس مضرة!

لذلك السكوت على موضوع أو تجاهل أمر ما لا يسفر في نهاية المطاف عن إنهاء الحديث في هذا الموضوع أو إنهاء هذا الأمر سريعا وفي وقت قصير.. بل إن هذا التجاهل يوقد نيرانه بدلا من أن يسهم في إطفائها!..

وهذا يمكن أن نلمسه بوضوح في أكثر من موضوع أثير حوله الكثير من الكلام واللغط خلال الفترة الأخيرة، مثل موضوع المشكلات التي اقترنت بامتحانات أولى ثانوي بالنظام الإلكتروني الجديد.. وقبلها ما أثاره وزيران في البرلمان من شكوى حول نقص الاعتمادات المالية في الموازنة لأهم برنامجين، وهما برنامج تطوير التعليم، وبرنامج التأمين الصحي..

وبعدها موضوع سداد قرض هيئة قناة السويس.. ثم ما أثير في مواقع التواصل الاجتماعى حول الجهاز المصرفي مؤخرا.. وهى كلها موضوعات أثارت اهتماما لدى الرأي العام.

إن التجاهل أو السكوت هنا ليس من ذهب، بل الكلام هو الذي من ذهب، لأن ترك الناس بدون إيضاحات أو شرح أو رد على ما يثار يمنح من يريد تضليلهم فرصة كبيرة لأن يحقق ما يبتغيه، ونحن نعلم أن هناك من يتربص بِنَا ويسعى لتشويه كل شيء وتزييف وعي المواطنين.

التواصل مع الناس مهم وضروري ومفيد، ولا غنى لأي مسؤول عنه.. أما الابتعاد عن الناس وعدم مخاطبتهم بشكل مستمر، فهو يضر ويؤذي.. وهذا التواصل يحتاج لأن يملك المسؤول فن هذا التواصل والقدرة عليه، وأن يتعامل مع المواطنين دون استعلاء.
Advertisements
الجريدة الرسمية