رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

أحزابنا! (2)


بعد أحداث يناير 2011، أتيح تأسيس الأحزاب بالإخطار وعدم الاعتراض، وهو ما قفز بعدد الأحزاب السياسية من 22 إلى 92 حزبًا دفعة واحدة؛ أي أنه قد تأسس 70 حزبًا سياسيًا عقب ثورة يناير، منها 37 حزبًا خلال عام 2011 وحده.. ولم تكن كثرة تلك الأحزاب علامة صحة للسياسة في مصر، فقد ظلت تلك الأحزاب بعيدة عن الجماهير، بل غائبة عن قضايا الوطن كالإرهاب والتنمية الاقتصادية. 


ناهيك عن غياب الممارسة الديمقراطية حتى بين أروقتها وداخل قواعدها وكان طبيعيًا والحال هكذا ألا نجد لها مرشحين أو حتى ممثلين أكفاء في مجلس النواب إلا قليلًا.. فما بالنا بمن يصلح منافسًا في انتخابات الرئاسة.. حتى إن رئيس الدولة، دعا الأحزاب السياسية القائمة إلى الاندماج حتى تكون لها فاعلية وقوة في الشارع السياسي، وقد لاقت الدعوة ترحيبًا من بعض الأحزاب السياسية.. لكن هل وجدت ترجمة فعلية لها على أرض الواقع.

ولا أعرف إلى أين وصل اقتراح رئيس حزب الوفد بضرورة تقليص أعداد الأحزاب السياسية لتقتصر- كما في كل الديمقراطيات العريقة- على حزبين كبيرين أو حتى ثلاثة أو أربعة على الأكثر؛ ففي فرنسا مثلًا يتنافس اليمين مع اليسار وفي أمريكا ينافس الديمقراطيون الحزب الجمهوري.. وحتى في إسرائيل لا يخرج التنافس دائمًا عن "الليكود" و"العمل" اللذين يشكل الفائز منهما الحكومة ائتلافًا مع بعض الأحزاب الصغيرة التي لا تخلو من شعبية.

اتحاد الأحزاب الصغيرة أو القوى السياسية واندماجها طواعية وبرغبة من أهلها بات ضرورة سياسية لا مفر منها إن أردنا خيرًا للسياسة وللأحزاب معًا ومن قبلهما للوطن الذي هو في أشد الحاجة لجهود جميع أبنائه؛ ذلك أن اتحادها هنا قوة تخلق لها وجودًا حقيقيًا على الأرض..

لكنها وقبل هذه الخطوة مطالبة بتغيير نخبتها الحاكمة واستبدالها بأخرى أكثر ديناميكية وقدرة على الحركة والحشد والتأثير؛ ذلك أن صلاحية النخب القديمة قد تآكلت وانتهت، ولم تعد صالحة لاقتحام المستقبل أو صياغة حلول ناجعة لضعف أحزابنا وهشاشتها.
Advertisements
الجريدة الرسمية