رئيس التحرير
عصام كامل
Advertisements
Advertisements
Advertisements

الكنفاني والمسحراتي وصانع الفوانيس مهن رمضانية


هناك ثلاث حِرف أساسية لاتنشط إلا مع قدوم شهر رمضان المبارك في مصر، وباقي السنة لا تعمل، وهي: الكنفاني والمسحراتي وصانع الفوانيس، ومع هذه الحرف هناك حرف فرعية تزدهر أيضًا في هذا الشهر لكنها تعمل طوال العام.


اختارت مجلة "المصور" في رمضان، عام 1955، الحديث عن المهن الثلاث الأساسية التي تعمل مع قدوم شهر رمضان الكريم وارتبط ظهورها بحلوله حتى أصبحت من أشهر معالمه، فقالت:

أول هذه المهن الكنفاني، الذي يبدأ عمله قبل رمضان بأيام قليلة حيث ينصب "النصبة" في سرادقات صغيرة تنتشر في الشوارع والأسواق في جميع أنحاء المحروسة، وهي عبارة عن فرن صغير يبنى بالأسمنت والطوب الأحمر بناء مؤقتًا، ويستعمل صانع الكنافة "القمع" الذي يضع فيه العجين لتخرج منه خيوط الكنافة وأقراص القطايف.

ومن أكبر صانعي الكنافة والقطايف؛ "الحاج عرفة الكنفاني"، الذي ورث المهنة أبًا عن جد الجد، وبدأ بنصبة صغيرة في حي السيدة زينب تحولت إلى أكبر محال الحلوى في المنطقة، ويقول:

بدأت صناعة الكنافة يدويًّا، وظهرت بعدها الكنافة الآلية مع ظهور الآلات الحديثة، والكنافة اليدوية يطلق عليها "الكنافة البلدي"، وقد بدأ ظهورها منذ العصر الفاطمي، وسميت بطعام الملوك، إلا أنها مع الزمن تقلص عدد العاملين بها، وانتشرت الكنافة الآلية.

أيضا هناك فئة صناع الفوانيس التي تزدهر شهرًا واحدًا في العام، وهو شهر رمضان، ومع ذلك يعد لها طوال العام.. ويستوحي صناع الفوانيس أشكال الفوانيس من طرز إسلامية حيث المآذن والقباب والثريات.

وكان الفانوس أبو شمعة المصنوع من الصفيح والزجاج هو ملك الفوانيس.. لكن دخلت عليه تطورات العصر، وأصبح يُصنع من البلاستيك وتعددت أشكاله.

من أشهر أماكن صنع الفوانيس في مصر عزبة خير الله بمصر القديمة، ومناطق تحت الربع، وباب الخلق وشارع السد البراني، وبركة الفيل، وتعرض أغلب المعروضات بشارع المعز.

وأطلق على الفوانيس أسماء مثل الفانوس الملكي.. تاج الملك.. البرج.. الفانوس النحاسي، الذي يعتبر امتدادًا للفوانيس الفاطمية.

أما ثالث الحرف فهي "المسحراتي"، وهو ظاهرة رمضانية من أجمل موروثاتنا الشعبية الضاربة في أعماق التاريخ، وتظهر صورته في كل أرجاء مصر، ومعه طبلته وينادي: "ياعباد الله.. قوموا تسحروا".

وقبل سنوات، كان في كل منطقة مسحراتي خاص بها يدق على أبواب البيوت، وينشد الأناشيد والمدائح، وهو يدق على طبلته التي تسمى "البازة" بقطعة من الجلد، ومن كلمات المسحراتي الشهيرة: "اصحى يانايم.. وحد الدايم، وانا صنعتي مسحراتي في البلد جوال".
Advertisements
الجريدة الرسمية