رئيس التحرير
عصام كامل

وهكذا نهدم بعضنا البعض!


ما أتعس عالمنا العربي الذي يهدم نفسه بنفسه، ويعادي بعضه بعضًا ويهدم بعضه بعضًا، حتى شهدنا ألوانًا من الخرائب تفوق الوصف وتدمي القلب.. فما يحدث من صراعات وفتن تصل لحد الاحتراب الأهلي في بعض مناطقنا المنكوبة لا نجد له نظيرًا في منطقة أخرى من العالم..


وذلك بدلًا من أن نبني ما يفيدنا وينفع أمتنا ويوفر فرص عمل لأبنائنا وحياة كريمة لشعوبنا، ونهضة علمية قادرة على توفير دوائنا وطعامنا وكسائنا رغم أننا نملك بالفعل مقومات تلك النهضة من ثروات طبيعية هائلة وموارد بشرية ضخمة..

لكن ذلك لم يحدث بل تزداد أحوال العرب سوءًا يومًا بعد الآخر رغم أنه قد تبين لهم الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وعلموا يقينًا من هو عدوهم الحقيقي ومن لا يريد لهم خيرًا ولا استقرارًا ولا تكاملًا ولا رخاء، بل إن أعداءنا نجحوا في استخدام بعض بني جلدتنا في إشعال نار الصراعات والفتن والحروب في أوطاننا.. ألم يأن للعرب أن يضعوا أيديهم في أيدي إخوانهم، وأن ينحوا خلافاتهم جانبًا حتى لا تلهيهم عن أهدافهم وتبعدهم عن غاياتهم وتجعلهم لقمة سائغة في أفواه أعدائهم؟!

لقد انشغل ملايين العرب بخلافات صغيرة هنا وهناك، وبدلًا من أن يزيلوا تلك الخلافات من طريقهم كما تفعل الدول الكبيرة التي صرفت جهودها وطاقات أبنائها في البناء والتعمير والعلم والتعليم، لا يزال بعضهم للأسف سادرًا في غيه لا يأبه بما يجري من تدمير وتخريب وضياع للآمال وتبديد لفرص الأجيال القادمة في الحياة.
الجريدة الرسمية