رئيس التحرير
عصام كامل

أعداؤنا نعرفهم.. ولكن!


إننا نعرف كعرب منذ قديم الزمان من هم أعداؤنا.. وما معاركنا التي علينا أن نخوضها لكننا للأسف أضعنا حكمة التاريخ وعبره ودروسه، وما زلنا نضيّع السنين في خلافات بينية ويحارب بعضنا بعضًا ونوفر للدعاية الصهيونية مئات الملايين كانت سوف تنفقها في تفريق صفوفنا والإيقاع بين دولنا وشعوبنا وتمزيق بلادنا..


فتفرقنا من تلقاء أنفسنا، وقدمنا لإسرائيل ومن يدور في فلكها الفرصة مجانا وعلى طبق من ذهب حين قتلنا نحن العرب ألوفًا من العرب، وهدمنا نحن العرب ألوف البيوت والمؤسسات العربية نيابة عن إسرائيل وعن أعدائنا المتربصين بنا.

فكيف بالله عليكم نذرف الدمع على اللبن المسكوب بينما نحن الذين سكبناه، بعد أن أضعنا دولنا العربية دولة بعد أخرى، وسلمنا ليد إسرائيل أقوى سلاح وهو تفككنا وضعفنا وذهاب ريحنا ووحدتنا.. فهل آن الأوان أن نستيقظ ونتنبه لما يحيط بنا من مخاطر ومهالك ومؤامرات يحيكها الاستعمار الجديد الذي يدير حروب الجيلين الرابع والخامس بكفاءة، مستخدمًا مواطني تلك الدول ذاتها فذلك أقل تكلفة ومشقة من الاستعمار التقليدي.

تعالوا نواجه أعداءنا بأمة عربية موحدة ولو لمرة واحدة وليس بعدد لا متناهٍ من الفرقاء المتناحرين والمتصارعين الذين يقتل بعضهم بعضًا أكثر مما يقتلون من أعداء أمتهم.

الاعتراف بأخطائنا شجاعة حقيقية بل فريضة غائبة في عالمنا العربي.. نتمني أن نتحلى بها حتى يمكننا أن نغير من أنفسنا ونبدأ طريقنا نحو استرداد الذات وتجاوز النكسات، متجنبين العثرات والزلات والفرقة التي هي المقدمة الطبيعية للهزيمة؛ ولا سبيل لتفادي ما نحن فيه إلا بوحدة الصف وقوة العزم وترك الخلاف.

بلادنا في حاجة لجهد كل واحد منا، بل هي في حاجة لجهد مضاعف وعقول تفكر وتبتكر وتضع حلولًا خلاقة لمشكلاتنا وأزماتنا إذا استطاع كل واحد منا مضاعفة جهده وزيادة إنتاجيته وأن يتقن ما يعمل وأن يحب ما يعمل.. فإذا ما نجحنا في ذلك نكون على الطريق الصحيح لاستعادة الذات وتحقيق الهدف.
الجريدة الرسمية