رئيس التحرير
عصام كامل

أمريكا وليبيا ومصر!


أكثر من خبر بخصوص ليبيا يستحق التوقف أمامه.. الأول إعلان البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى "ترامب" اتصل تليفونيا قبل بضعة أيام بالمشير "خليفة حفتر" ليتناقش معه، طبقا لإعلان البيت الأبيض، دوره في مواجهة الإرهاب في ليبيا.. والخبر الثانى قيام وزير الخارجية الامريكى "بيليون" بالتباحث أيضا مع "حفتر" حول ما تشهده ليبيا حاليا..


حيث تسعى قوات الجيش الليبى لتطهير العاصمة الليبية طرابلس من تنظيمات الاٍرهاب والميليشيات المسلحة.. أما الخبر الثالث فهو يتمثل في معارضة الولايات المتحدة مع روسيا مشروع قرار سعت بريطانيا لإصداره لإيقاف عملية الجيش الليبى تطهير العاصمة الليبية من الاٍرهاب.

وكل هذه الأخبار تنطق بمعنى واحد يتمثل في أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تعد تعادى "حفتر" كما كانت في الماضى، ولم تعد تمنح تأييدها الكامل لـ"السراج" كما كانت في الماضى أيضا.. أي حدث تغير واضح يمكن رصده في الموقف الأمريكى تجاه ليبيا وتجاه الفرقاء المتصارعين فيها..

وهذا التغير يكمن وراءه دور مصري أساسا.. فمصر التي تتمسك بحل سياسي وسلمى للأزمة الليبية، تصر في ذات الوقت على وحدة الأراضي الليبية وعدم تقسيمها، والحفاظ على كيان واحد ومتماسك للدولة الوطنية الليبية لها جيش واحد، ولا مكان فيها لا للميليشيات المسلحة.. وظلت مصر تحاول دوما إقناع القوى العالمية والإقليمية المهتمة بالأزمة الليبية بهذه الرؤية..

ويمكن ملاحظة أنها حققت نجاحا في هذا الشأن مع عدد من الدول العربية مثل الإمارات والسعودية، وعدد من الدول غير العربية مثل روسيا وفرنسا وأخيرا أمريكا.. وهذا تغير مهم سوف يكون له تأثيره في محاولات حل الأزمة الليبية.. والمهم سيكون هذا التأثير إيجابيا في إطار الأمن القومى المصرى والعربى.
الجريدة الرسمية